هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الرضى بالإسلامِ ديناً

اذهب الى الأسفل

 الرضى بالإسلامِ ديناً  Empty الرضى بالإسلامِ ديناً

مُساهمة من طرف أبو بكر الإثنين أكتوبر 20, 2014 10:18 am

فإذا قالَ , أو حكمَ , أو أمرَ أو نهى ! ؛ رضيَ كلّ الرضى , ولم يبقَ في قلبه حرجٌ من حُكمه , وسلّم له تسليماً , ولو كان مخالفاً لمراد نفسه أو هواها ! أو قول مُقلده , وشيخه , وطائفته ! , وههنا ! يُوحشك الناس كلهم إلا الغرباء في العالم ! , فإياك أن تَستَوحِشَ من الاغتراب , والتفرُّد ! فإنه والله ! عين العزة , والصحبة مع الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ؛ وروح الأنس به , والرضى به رباً , وبمحمدٍ رسولاً ,وبالإسلام ديناً . !

بل الصادق كلما وجد مسَّ الإغتراب , وذاق حلاوته , وتنسّم روحه قال : اللهم زدني اغتراباً , ووحشةً من العالمِ ,وأُنساً بك ! , وكلما ذاق حلاوة هذا الاغتراب وهذا التفرُّد ؛ رأى الوحشة عين الأنس بالناس ! , والذُّلِ عين العز بهم !, والجهل عين الوقوف مع آرائهم , وزبالة أذهانهم ,!! والانقطاع عين التقيُّد برسومهم وأوضاعهم !

فلم يؤثر بنصيبه من الله أحداً من الخلقِ , ولم يَبع حظه من الله بموافقتهم فيما لا يجدي عليه إلا الحرمان !
وغايته ! مودة بينهم في الحياة الدنيا , فإذا انقطعت الأسباب وحُقّت الحقائق , وبعثر ما في القبور , وحصّل ما في الصدور , وبُليت السرائرُ , ولم يجد من دون مولاه الحق من قوةٍ ولا ناصرٍ ! ؛ تبين له حينئذ مواقع الربحِ والخسرانِ !
وما الذي يخف أو يرجح به الميزان ! , والله المستعان , وعليه التكلان " .


[ ابن القيم : مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين - منزلة الرضى (172-173/2) ] .
أبو بكر
أبو بكر
مراقب عام
مراقب عام

عدد المساهمات : 45
نقاط : 3622
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 19/09/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى