سئل فضيلة الشيخ: عن قول أحد الخطباء في كلامه حول عزوة بدر : ( التقى إله وشيطان) . فقد قال بعض العلماء أن هذه العبارة كفر صريح، لأن ظاهر العبارات إثبات الحركة لله – عز وجل- نرجو من سيادتكم توضيح ذلك ؟
صفحة 1 من اصل 1
سئل فضيلة الشيخ: عن قول أحد الخطباء في كلامه حول عزوة بدر : ( التقى إله وشيطان) . فقد قال بعض العلماء أن هذه العبارة كفر صريح، لأن ظاهر العبارات إثبات الحركة لله – عز وجل- نرجو من سيادتكم توضيح ذلك ؟
.سئل
فضيلة الشيخ: عن قول أحد الخطباء في كلامه حول عزوة بدر : ( التقى إله
وشيطان) . فقد قال بعض العلماء أن هذه العبارة كفر صريح، لأن ظاهر العبارات
إثبات الحركة لله – عز وجل- نرجو من سيادتكم توضيح ذلك ؟
فأجاب بقوله:
لا شك أن هذه العبارة لا تنبغي ، وإن كان قائلها قد أراد التجوز فإن
التجوز إنما يسوغ إذ لم يوهم معنى فاسدا لا يليق به . والمعني الذي لا يليق
هنا هو أن يجعل الشيطان قبيلاً لله – تعالى -، ونداً له ، وقرناً يواجهه ،
كما يواجه المرء قرنه ، وهذا حرام ، ولا يجوز .
ولو أراد الناطق به تنقص الله –تعالى – وتنزيله إلى هذا الحد لكان كافرا ، ولكنه حيث
لم يرد ذلك نقول له : هذا التعبير حرام ، ثم إن تعبيره به ظاناً أنه جائز
بالتأويل الذي قصده فإنه لا يأثم بذلك لجهله، ولكن عليه ألا يعود لمثل ذلك .
وأما قول بعض العلماء الذي نقلت : (إن هذه العبارة كفر صريح ) ، فليس بجيد على إطلاقه ، وقد علمت التفصيل فيه .
وأما
تعليل القائل لحكمه بكفر هذا الخطيب أن ظاهر عبارته إثبات الحركة لله – عز
وجل- ، فهذا التعليل يقتضي امتناع الحركة لله ، وإن إثباتها كفر ، وفيه
نظر ظاهر ، فقد أثبت الله – تعالى – لنفسه في كتابه أنه يفعل ، وأنه يجئ
يوم القيامة ، وأنه استوى على العرش ، أي علا عليه علوا يليق بجلاله ،
وأثبت نبيه صلى الله عليه وسلم ، أنه ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليله
حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فاستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟
من يستغفرني فأغفر له؟ واتفق أهل السنة على القول بمقتضى ما دل عليه
الكتاب والسنة من ذلك غير خائضين فيه ، ولا محرفين للكلم عن مواضعه، ولا
معطلين له عن دلائله . وهذه النصوص في إثبات الفعل ، والمجيء ، والاستواء ،
والنزول إلى السماء الدنيا إن كانت تستلزم الحركة لله فالحركة له حق ثابت
بمقتضى هذه النصوص ولازمها ، وإن كنا لا نعقل كيفية هذه الحركة، ولهذا أجاب
الإمام مالك من سأله عن قوله تعالى)الرحمن
على العرش استوى)(7). كيف استوى ؟ فقال : " الاستواء غير مجهول ، والكيف
غير معقول ، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة". وإن كانت هذه النصوص لا
تستلزم الحركة لله – لم يكن لنا إثبات الحركة له بهذه النصوص ، وليس لنا
أيضاً أن ننفيها عنه بمقتضى استبعاد عقولنا لها ، أو توهمنا أنها تستلزم
إثبات النقص ، وذلك أن صفات الله – تعالى- توقيفية، يتوقف إثباتها ونفيها
على ما جاء له الكتاب والسنة، لامتناع القياس في حقه – تعالى -،فانه لا مثل
له ولاند ،وليس في الكتاب والسنة إثبات لفظ الحركة أو نفيه ، فالقول
بإثبات لفظه أو نفيه قول على الله بلا علم. وقد قال الله ـ تعالى _:(قل
إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق أن
تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطان وأن تقولوا على الله مالا تعلمون)(8)
وقال تعالى _:(ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك
كان عنه مسئولا)(9).فإن كان مقتضى النصوص السكوت عن إثبات الحركة لله
_تعالى _أو نفيها عنه ، فكيف نكفر من تكلم بكلام يثبت ظاهره _حسب زعم هذا
العالم –التحرك لله –تعالى-؟! و تكفير المسلم ليس بالأمر الهين ، فإن من دعا رجلاً بالكفر فقد باء بها أحدهما ، فإن كان المدعو كافرا باء بها ، وإلا باء بها الداعي .
وقد
تكلم شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله – في كثير من رسائله في الصفات
على مسألة الحركة ، وبين أقوال الناس فيها ، وما هو الحق من ذلك ، وأن من
الناس من جزم بإثباتها ، ومنهم من توقف ، ومنهم جزم بنفيها .
والصواب
في ذلك : أنما دل عليه الكتاب والسنة من أفعال الله – تعالى - ، ولوازمه
فهو حق ثابت يجب الإيمان به ، وليس فيه نقص ولا مشابهة للخلق ، فعليك بهذا
الأصل فإنه يفيدك ، وأعرض عن ما كان عليه أهل الكلام من الأقيسة الفاسدة
التي يحاولون صرف نصوص الكتاب والسنة إليها ليحرفوا بها الكلم عن مواضعه ،
سواء عن نية صالحة أو سيئة .
فضيلة الشيخ: عن قول أحد الخطباء في كلامه حول عزوة بدر : ( التقى إله
وشيطان) . فقد قال بعض العلماء أن هذه العبارة كفر صريح، لأن ظاهر العبارات
إثبات الحركة لله – عز وجل- نرجو من سيادتكم توضيح ذلك ؟
فأجاب بقوله:
لا شك أن هذه العبارة لا تنبغي ، وإن كان قائلها قد أراد التجوز فإن
التجوز إنما يسوغ إذ لم يوهم معنى فاسدا لا يليق به . والمعني الذي لا يليق
هنا هو أن يجعل الشيطان قبيلاً لله – تعالى -، ونداً له ، وقرناً يواجهه ،
كما يواجه المرء قرنه ، وهذا حرام ، ولا يجوز .
ولو أراد الناطق به تنقص الله –تعالى – وتنزيله إلى هذا الحد لكان كافرا ، ولكنه حيث
لم يرد ذلك نقول له : هذا التعبير حرام ، ثم إن تعبيره به ظاناً أنه جائز
بالتأويل الذي قصده فإنه لا يأثم بذلك لجهله، ولكن عليه ألا يعود لمثل ذلك .
وأما قول بعض العلماء الذي نقلت : (إن هذه العبارة كفر صريح ) ، فليس بجيد على إطلاقه ، وقد علمت التفصيل فيه .
وأما
تعليل القائل لحكمه بكفر هذا الخطيب أن ظاهر عبارته إثبات الحركة لله – عز
وجل- ، فهذا التعليل يقتضي امتناع الحركة لله ، وإن إثباتها كفر ، وفيه
نظر ظاهر ، فقد أثبت الله – تعالى – لنفسه في كتابه أنه يفعل ، وأنه يجئ
يوم القيامة ، وأنه استوى على العرش ، أي علا عليه علوا يليق بجلاله ،
وأثبت نبيه صلى الله عليه وسلم ، أنه ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليله
حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فاستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟
من يستغفرني فأغفر له؟ واتفق أهل السنة على القول بمقتضى ما دل عليه
الكتاب والسنة من ذلك غير خائضين فيه ، ولا محرفين للكلم عن مواضعه، ولا
معطلين له عن دلائله . وهذه النصوص في إثبات الفعل ، والمجيء ، والاستواء ،
والنزول إلى السماء الدنيا إن كانت تستلزم الحركة لله فالحركة له حق ثابت
بمقتضى هذه النصوص ولازمها ، وإن كنا لا نعقل كيفية هذه الحركة، ولهذا أجاب
الإمام مالك من سأله عن قوله تعالى)الرحمن
على العرش استوى)(7). كيف استوى ؟ فقال : " الاستواء غير مجهول ، والكيف
غير معقول ، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة". وإن كانت هذه النصوص لا
تستلزم الحركة لله – لم يكن لنا إثبات الحركة له بهذه النصوص ، وليس لنا
أيضاً أن ننفيها عنه بمقتضى استبعاد عقولنا لها ، أو توهمنا أنها تستلزم
إثبات النقص ، وذلك أن صفات الله – تعالى- توقيفية، يتوقف إثباتها ونفيها
على ما جاء له الكتاب والسنة، لامتناع القياس في حقه – تعالى -،فانه لا مثل
له ولاند ،وليس في الكتاب والسنة إثبات لفظ الحركة أو نفيه ، فالقول
بإثبات لفظه أو نفيه قول على الله بلا علم. وقد قال الله ـ تعالى _:(قل
إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق أن
تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطان وأن تقولوا على الله مالا تعلمون)(8)
وقال تعالى _:(ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك
كان عنه مسئولا)(9).فإن كان مقتضى النصوص السكوت عن إثبات الحركة لله
_تعالى _أو نفيها عنه ، فكيف نكفر من تكلم بكلام يثبت ظاهره _حسب زعم هذا
العالم –التحرك لله –تعالى-؟! و تكفير المسلم ليس بالأمر الهين ، فإن من دعا رجلاً بالكفر فقد باء بها أحدهما ، فإن كان المدعو كافرا باء بها ، وإلا باء بها الداعي .
وقد
تكلم شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله – في كثير من رسائله في الصفات
على مسألة الحركة ، وبين أقوال الناس فيها ، وما هو الحق من ذلك ، وأن من
الناس من جزم بإثباتها ، ومنهم من توقف ، ومنهم جزم بنفيها .
والصواب
في ذلك : أنما دل عليه الكتاب والسنة من أفعال الله – تعالى - ، ولوازمه
فهو حق ثابت يجب الإيمان به ، وليس فيه نقص ولا مشابهة للخلق ، فعليك بهذا
الأصل فإنه يفيدك ، وأعرض عن ما كان عليه أهل الكلام من الأقيسة الفاسدة
التي يحاولون صرف نصوص الكتاب والسنة إليها ليحرفوا بها الكلم عن مواضعه ،
سواء عن نية صالحة أو سيئة .
مواضيع مماثلة
» سئل فضيلة الشيخ : عن هذه العبارة (أعطني الله لا يهينك) ؟
» وسئل فضيلة الشيخ عن هذه العبارة (الله يسأل عن حالك ) ؟
» سئل فضيلة الشيخ:قلتم في الفتوى رقم (46) أن التحريم يكون قدرياً ويكون شرعياً فنأمل من سيادتكم التكرم ببيان بعض الأمثلة ؟
» وسئل فضيلة الشيخ: عن قول الإنسان أنا حرّ ؟
» 3. سئل فضيلة الشيخ: عن صحة هذه العبارة :(أجعل بينك وبين الله صلة ، وأجعل بينك وبين الرسول صلة)؟
» وسئل فضيلة الشيخ عن هذه العبارة (الله يسأل عن حالك ) ؟
» سئل فضيلة الشيخ:قلتم في الفتوى رقم (46) أن التحريم يكون قدرياً ويكون شرعياً فنأمل من سيادتكم التكرم ببيان بعض الأمثلة ؟
» وسئل فضيلة الشيخ: عن قول الإنسان أنا حرّ ؟
» 3. سئل فضيلة الشيخ: عن صحة هذه العبارة :(أجعل بينك وبين الله صلة ، وأجعل بينك وبين الرسول صلة)؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى