فضيلة تلاوة القرآن ـ فضل صوم يوم عاشوراء
فضيلة تلاوة القرآن ـ فضل صوم يوم عاشوراء
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوز بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبد ورسوله النبي الأمي الذين يؤمنوا بالله وكلماته بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وترك أمته على بيضاء ليلها كنهارها لا يذيغ عنها إلا هالك فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلا يوم الدين .
أما بعد
فيا عباد الله اتقوا الله تعالي واذكروا نعمته عليكم بإنزال القرآن الكريم الذي نزل به الروح الأمين على قلب محمد صلي الله عليه وعلى آله وسلم ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين أنزله الله تعالي إليكم نورا تستضيئون به وعلما تهتدون به ودليلا تستندون إليه وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين كما قال الله تعالي (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً) أنه كتاب مبارك في تلاوته مبارك في منهجه مبارك في آثاره صادق في أخباره عادل في أحكامه كما قال الله عز وجل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَك) وقال الله تعالي (ِإنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَم) وقال تعالي (فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْ هُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً) أنه مبارك في تلاوته من قرأ منه حرفا واحدا كان له به عشر حسنات قال بن مسعود:( لا أقول ألم جرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) فتلك ثلاثون حسنه فهذا من البركة العظيمة وقال الله عز وجل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ) (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد ِاللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) عادل في أحكامه كما قال الله عز وجل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ) وقال الله تعالي (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وقال تعالي (فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً) إنه مبارك في تلاوته من قرأ منه حرف واحد كان له به عشر حسنات وقال بن مسعود: ( لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف فتلك ثلاثون حسنه) فهذا من البركة العظيمة قال الله عز وجل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ) (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد ِاللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) والآيات في بيان عظمة هذا القرآن وبيان فضله وبركته وآثاره كثيرة معلومة أما الأحاديث فعن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وهذا يشمل تعلم القرآن لفظا وتعلم القرآن معنى وكذلك تعليمه أخرجه البخاري وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) متفق عليه أما الأجر الأول فهو مشقة تلاوته وصعوبتها عليه وأما الأجر الثاني فهو أجر كلمات القرآن الكريم أما الماهر بالقرآن فأنهوا مع السفرة الكرام البررة أسأل الله أن يجعلني وإياكم من المهرة بالقرآن اللهم اجعلنا من هؤلاء الكرام يا رب العالمين وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الآترجه يعني إفرنج ريحها طيب وطعمها طيب ومثل القرآن ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمر لا ريح لها وطعمها حلو) متفق عليه وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( من قرأ حرف من القرآن فله حسنه والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) أخرجه الترمزي وصححه بعضهم موقوفا على بن مسعود رضي الله عنه وقال بن مسعود رضي الله عنه من كلامه قال من كلامه: ( إن هذا القرآن مأدبة الله فأقبلوا مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن حبل الله المتين والنور المبين والشفاء النافع عصمةً لمن تمسك به ونجاة لمن أتبعه لا يذيغ فيستعتب ولا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يقلق من كثرة الترداد أتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف كل حرف عشر حسنات أما أني لا أقول ألم حرف لكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) رواه الحاكم وقال النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم لي أبي سعيد بن المعلى: ( لأعلمنك في القرآن يعني الفاتحة الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن الذي آتيته) أخرجه البخاري وقال النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم: ( أقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما أقرئوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركه حسره ولا تستطيعها البطلة يعني السحر ) رواه مسلم وقال: ( إن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان) رواه مسلم أيضا وصح عنه صلي الله عليه وعلى آله وسلم: ( أن من قرأ آيات الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح) وهي قوله تعالي (اللَّهُ لا آله إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ العلي الْعَظِيمُ) هذه هي آية الكرسي وأما قوله تعالي (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) فإنه ليس من ليس من آية الكرسي وقال له الملك يعني للنبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم: (أبشر بنورين قد آتيتهما لم يأتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لم تقرا بحرف منهما إلا آتيته) وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( ألم ترى آيات أنزلت الليلة لم يري مثلهن قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس وأمر النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم عقبة أن يقرأ بهما ثم قال ما سأل سائل بمثلهما ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما )عباد الله هذه نصوص من فضائل القرآن الكريم فعليكم أيها المسلمون عليكم باحترام كتاب الله احرصوا على قرأته دائما احرصوا على حفظه إن استطعتم مروا أبنائكم وبناتكم الصغار بحفظه فإن الصغير إذا حفظ لا ينسى أدخلوهم حلق القرآن في هذه البلدة حتى يكون ذلك حتى يكون ذلك أجر لكم عند الله يوم القيامة ويكون سببا في صلاح الأبناء ولهذا نجد التلاميذ الذين دخلوا في هذه الحلقات نجدهم هم أحسن التلاميذ أدبا وأقربهم إلى دين الله عز وجل فأدعوهم للالتحاق بهذه الحلق ما دام الأمر مادام الأمر مفتوحا ومادام الأمر واسع قبل أن تفوت الفرصة عباد الله اتقوا الله عز وجل تعاهدوا كتاب الله كما أمر بذلك النبي صلي الله عليه وسلم فقال: ( تعاهدوا القرآن فو الذي نفسي بيده له أشد تفلتا من الإبل في عقلها ) متفق عليه فاغتمنوا أيها المسلمون اغتنموا الفرص قبل فواتها اغتنموا الأيام قبل أن قبل أن لا تدركوا منها شي إن الإنسان لا يمضي ساعة إلا وقد فارق الدنيا بمقدار ما مضى وقرب من الآخرة بمقدار ما مضى فأتقو الله عباد الله ثم أتلو القرآن حق تلاوته حق تلاوته عملا صدقوا أخباره اعتبروا بقصصه امتثلوا أوامره اجتنبوا نواهيه لتنالوا بركته وتسعدوا بآثاره عباد الله لقد قال النبي صلي الله عليه وسلم كلمة موحشة من وجه ولكنها مؤنسة من وجه آخر قال النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم: ( القرآن حجة لك أو عليك ) القرآن حجة لك إن أنت صدقت أخباره امتثلت أوامره واجتنبت نواهيه وتأدبت بأدبه وهو حجة عليه إن خالفنه فأنظر يا أخي نفسك هل أنت ممن يكو ن القرآن حجة له أو يكون أو يكون حجة عليك إذا سمعت الله يقول (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) فاعبدوا الله فاعبد الله مخلصاً له الدين إذا سمعت الله يقول ( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) فآمن بالله ورسوله وأتبع رسوله محمد صلي الله عليه وعلى آله وسلم إذا سمعت الله يقول (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) فأقم الصلاة وآت الزكاة وأركع مع الراكعين إذا سمعت الله يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عليكم الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) إلى قوله (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ) فصم رمضان كما أمر الله بذلك وإذا سمعت الله يقول ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) فحج البيت إذا استطعت إليه سبيلا إذا سمعت الله يقول (إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم) فأيقن إيقانا لا شك فيه أن التمسك بالقران أقوم طريق واصح منهج إذا سمعة الله يقول (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وانتم تعلمون) فاجتنب أكل المال بالباطل وان حكم القاضي لك بها وأنت تعلم انه لا حق لك فيها فإياك أيها المسلم إذا سمعت الله يقول(وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ) فلا تنبز أخاك بلقبه ولا تعيره إذا سمعت الله يقول (يا أيها الذين لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيرا منهن) فلا تسخر من أحد ولا لا فلا تسخر من أحد لا من صغير ولا كبير إذا سمعت الله يقول (ولا يغتب بعضكم بعضا) فلا تغتب أحدا من المسلمين إذا سمعت الله يقول (واحل الله البيع وحرم الربى) فاجتنب الربى إذا سمعت الله يقول (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) فاحسن إلى والديك إذا سمعت الله يقول ( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا) فلا تقل لوالديك أف ولا تنهرهما في الكلام إذا سمعت الله يقول (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُم)ْ فاجتنب الفساد واجتنب قطع الأرحام وصل الرحم وأسعى في الأرض وصلا وهكذا بقية أوامر القران أمضها على ما أراد الله بها عز وجل وهكذا النواهي تجنبها حتى لا تقع في الشر فاتقي الله أيها المسلم اتقي ربك فان هذا الكتاب الذي أنزله الله على محمد صلي الله عليه وعلى آله وسلم افضل كتاب أنزله الله على أي رسول من الرسل فاتقي الله تعالى واشكر الله على نعمته واتله واتلوا هذا القران حق تلاوته صدق بأخباره امتثل أوامره اجتنب نواهيه متقربا بذلك إلى الله اللهم انا نسألك أن تجعلنا ممن يتلون كتابك حق تلاوته يصدقون بأخباره ويمتثلون لأوامره ويجتنبون ونواهيه انك على كل شي قدير اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . الحمد لله وكفي وسلام على عباده الذين اصطفى واشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد في الآخرة والأولى واشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفي وخليله المجتبى صلي الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد
» قراءة القرآن والعمل بأوامره واجتناب نواهيه – و النهي عن تعليق القرآن واتخاذه نقشاً
» هل يجوز للمحدث والجنب والحائض لمس المصحف وقراءة القرآن .؟ وما صحة حديث ( لا يقرأ القرآن جنب ولا حائض ) .؟ وما حكم اتخاذ المحاريب في المساجد.؟
» فضل عاشوراء
» كتاب عاشوراء { بين هداية السنة الغراء وضلالة البدعة الشتعاء } للشيخ علي الحلبي