هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سلسلة أسئلة للألباني والجواب عليها

اذهب الى الأسفل

سلسلة أسئلة للألباني والجواب عليها Empty سلسلة أسئلة للألباني والجواب عليها

مُساهمة من طرف المدير الخميس يونيو 14, 2012 2:57 am

1- هل يُسنُّ وصل شعبان برمضان؟ وكيف نجمع بين حديث عائشة -رضي الله عنها-: ((لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلَّا شَعْبَانَ كَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ))، وحديث: ((إِذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ فَلاَ صَوْمَ حَتَّى رَمَضَانُ))؟ (00:00:04).

2- هل ثبت في فضل شعبان أو نصفه حديث؟ (00:02:44).

3- من لم تكن عادته صيام الأيام البيض وأراد أن يصومها في شعبان فهل له ذلك؟ (00:04:45).

4- ما صحة حديث: ((إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ ظُلْمَةٌ عَلَى أَهْلِهَا وَاللهُ يُنَوِّرُهَا بِصَلاتِي عَلَيْهَا)) وما معناه؟ (00:05:23).

5- ما صحة حديث: ((الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أوْ حُفْرَةً مِنْ حُفَرِ النَّارِ))؟ (00:06:18).

6- كيف نشرح حديث: ((إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ))؟ (00:07:50).

7- هل هناك تعارض بين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الْسَفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ)) وكون دعوة المسافر مستجابة؟ (00:18:46).

8- ما معنى قولهم: "حديث صحيح" و "حديث سنده صحيح"، وهل هناك بينها فرق؟ (00:19:49).

9- ما معنى حديث: (يُضْغَطُ فِيهِ الْمُؤْمِنُ ضَغْطَةً تَزُولُ مِنْهَا حَمَائِلُهُ...) وذلك يكون في القبر؟ (00:22:34).

10- ما معنى حديث في فضل صلاة الجمعة ((مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ ......كَانَ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا(00:24:09).

11- من اجتمع عليه غسل جنابة وغسل جمعة فكيف يفعلهما؟ (00:28:47).

12- ما صحة حديث: (التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ)، وحديث: (التَّوْبَةُ تَجُبُّ مَا قَبْلَهَا(00:29:49).

13- ما معنى حديث: (أَخْرِجُوا الْمُخَنَّثِينَ مِنْ بُيُوتِكُمْ(00:30:57).

14- منهج الشيخ الألباني في تخريج الأحاديث التي أصولها في الصحيح والزيادات في كتب السنة الأخرى. ورد الشيخ على من تعقبه وليس له دربة في علم الحديث، وتنبيه الشيخ طلبة العلم بعدم الاغترار بهؤلاء المبتدئين. (00:31:24).

15- ما صحة حديث علي -رضي الله عنه- في حفظ القرآن؟ (00:35:24).

16- ما حكم اللعب بالشطرنج؟ (00:35:41).

17- يقول بعض الناس: استوينا لله .... فهل قولهم هذا بدعة؟ (00:39:59).

18- ما هي كتب اللغة التي تنصح بها طالب العلم المبتدئ؟ (00:41:00).

19- إذا أردت أن أحك جلدي وأنا قابض في الصلاة؛ فهل أرسل اليد الثانية أو أتركها على حالتها؟ (00:43:45).

20- إلى أين ينظر من كان راكعًا؟ (00:44:33).

21- بعض الأحاديث الضعيفة يقول عنها العلماء تلقتها الأمة بالقبول فهل يعمل بها في الأحكام الشرعية؟ (00:46:04).

22- ما مقصود بعض الأئمة كأحمد إذا لم يكن في الباب إلا حديث ضعيف يقولون يعمل به وما معنى الحديث الضعيف عند الأئمة الأوائل؟ وتعريف الشيخ للحديث الصحيح والحسن. (00:50:10).

õõ õõ õõ






















þ 1- هل يُسنُّ وصل شعبان برمضان؟ وكيف نجمع بين حديث عائشة -رضي الله عنها-: ((لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلَّا شَعْبَانَ كَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ))، وحديث: ((إِذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ فَلاَ صَوْمَ حَتَّى رَمَضَانُ))؟ (00:00:04).

----------------

السائل: ما كان صلَّى الله عليه وسلَّم يصوم في السنة شهرًا تامًا إلا شعبان؛ كان يصله برمضان.

الشيخ: كان؟

السائل: يصله برمضان.

الشيخ: يصله، طيب، ما السؤال؟

السائل: السؤال: يصل صوم شعبان برمضان؛ يعني ما يفطر بينهم؟!

الشيخ: لا، الحديث هذا يعني، هو في بعض الأحاديث من طريق السيدة عائشة
-رضي الله عنها-: (كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلاَّ قليلاً)


فالذي أظنُّ أنه قد يشكل عليك هذا الحديث بحديث آخر: ((إِذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ فَلاَ صَوْمَ حَتَّى رَمَضَانُ)).

لكن هذا محمول على ما لم يكن له عادة من صيام. أمَّا من كان له عادة من صيام شعبان؛ فيجوز أن يصله برمضان، إن كان له عادة صيام شعبان، أما أن يتقصَّد صوم شعبان لوصله برمضان؛ فهذا غير مشروع، فرَّقتم بين الأمرين؟

السائل: نعم.

الشيخ: بين أن يكون له عادة أن يصوم شعبان فيصله برمضان؛ فهذا يحتاج إلى ناس ذوي عزم وحزم وقوة ونشاط، أما من ليس له عادة من صيام شعبان، فإذا دخل شعبان تقصَّد أن يصوم شعبان ليصله برمضان؛ هذا هو المقصود بالحديث الذي ذكرته آنفًا: ((إِذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ فَلاَ صَوْمَ حَتَّى رَمَضَانُ)). إلا أن يكون له عادة من صيام.

السائل: نقول: افترضنا أنه ما يُفطِر؛ يعني صيام

الألباني: يعني: ((كان يصوم حتى نظنَّ أنَّه لا يُفطِر، ويُفطِر حتى نظنّ أنه لا يصوم))؛ في هذه أحوال أن لما يصوم شعبان ورمضان يصدق عليه ما جاء في ذاك الحديث ((أنه يصوم حتى نظن أنه لا يفطر)) فوصل شعبان برمضان هو من ذلك الظن الذي ظنُّوه أنه يصوم ويصوم حتى نظنُّ أنه ما يفطر.

فله أحوال عليه السَّلام؛ من أحواله: أن يصوم شعبان ويصله برمضان؛ فلا إشكال في ذلك.

õõ õõ õõ
þ 2- هل ثبت في فضل شعبان أو نصفه حديث؟ (00:02:44).

-----------

السائل: والحديث الذي يقول يعني [..]، معنى الحديث أن الأعمال ترفع إلى الله في شعبان، في يوم محدد من هذا الشهر على أساس أن الأعمال ترفع فيه؟

الشيخ: أين هذا الحديث، مسجل عندك؟

السائل: نعم.

الشيخ: أذكر لي المتن؟

السائل: "ذلك الشهر تغفل الناس فيه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".

الشيخ: طيب، ما السؤال؟

السؤال: حديث ثاني يقول أنه في الخامس عشر من شعبان [.....]

الشيخ: لم يصح الحديث الذى يقول: "إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها" هذا الذي تعنيه؟

السائل: لا، ما أعنيه هو الحديث الذي فيه يغفر الله إلا لمشرك أو لمشاحن.

الشيخ: ما السؤال؟

السائل: هل هناك عبادة مخصصة لهذا اليوم أم لا؟

الشيخ: لا ما في، ما في غير هذا الحديث الذى يقول: ((إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها)) هذا حديث ضعيف جدًا. فما في تخصيص.

على العكس من ذلك، من ليس له عادة من صيام شعبان فقد صح عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((إِذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ فَلاَ صَوْمَ حَتَّى رَمَضَانُ)). فلا يشرع قصد صيام النصف بذاته.

أما نعود إلى الكلام الأول، من كان له عادة من صيام يصوم شعبان كله ما في مانع، أما أن يأتى ويتقصَّد صيام النصف؛ فهذا ليس له أصل شرعًا.

õõ õõ õõ
þ 3- من لم تكن عادته صيام الأيام البيض وأراد أن يصومها في شعبان فهل له ذلك؟ (00:04:45).

---------

سائل: طيب -يا شيخ!- إذا كان هناك من ليس له عادة من صيام الثلاثة البيض، وفي الشهر هذا -شهر شعبان- أراد أن يصوم الثلاثة البيض هذه؟

الشيخ: ليس متعودًا أن يصوم ماذا؟

السائل: لا.

الشيخ: لا، أستوضح.

السائل: هو ما كان يصوم.

الشيخ: ما يصوم ايش [ماذا]؟

السائل: ما يصوم الثلاثة البيض.

الشيخ: آه! الأيام البيض. ايه! نعم.

السائل: نعم، في هذا الشهر -شهر شعبان بالذات- أراد أن يصوم الثلاثة البيض هذه.

الشيخ: هنا يأتي الحديث الذي ذكرته آنفًا: ((إِذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ فَلاَ صَوْمَ حَتَّى رَمَضَانُ)).

õõ õõ õõ
þ 4- ما صحة حديث: ((إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ ظُلْمَةٌ عَلَى أَهْلِهَا وَاللهُ يُنَوِّرُهَا بِصَلاتِي عَلَيْهَا)) وما معناه؟ (00:05:23).

--------------

السائل: طيب -يا شيخ!- هناك حديث الذي يقول: ((إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يُنَوِّرُهَا بِصَلاَتِى عَلَيْهَا)) ما صحة هذا الحديث؟

الشيخ: حديث صحيح.

السائل: والشرح، معنى الحديث؟

الشيخ: معنى الحديث: إن صلاة الرسول عليه الصلاة والسلام على الأموات يخفف عنهم مما إذا كانوا مثلاً بهم شيء من عذاب القبر، أو يزيدهم نورًا على نورهم في قبورهم.

õõ õõ õõ
þ 5- ما صحة حديث: ((الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أوْ حُفْرَةً مِنْ حُفَرِ النَّارِ))؟ (00:06:18).

-----------

السائل: ((الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أوْ حُفْرَةً مِنْ حُفَرِ النَّارِ)) هذا حديث؟

الشيخ: حديث ضعيف؛ لكن معناه مأخوذ من أحاديث صحيحة.

لعلكم تذكرون، أن الميت إذا وضع في قبره وكان صالحًا؛ فتحت له طاقة، نافذة يطلع منها على منزله في الجنة؛ فيأتيه من روحها وريحها ونعيمها، فلا يزال كذلك يُنعَّم حتى تقوم الساعة. وإذا كان -والعياذ بالله- غير صالح، تفتح له طاقة من النار ويرى منزلته من النار؛ فيأتيه من ريحها ودخانها ولهيبها؛ فلا يزال كذلك يعذب حتى تقوم الساعة. هذا بمعنى حديث القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار تقريبًا، يؤدي هذا المعنى، وإن كان هذا الحديث الضعيف هذا فيه شيء من المبالغة في الوصف؛
-روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار-، لا؛ ولكن يأتيه من روحها وريحها ونعيمها إن كان صالحًا، والعكس بالعكس كما ذكرنا.


õõ õõ õõ
þ 6- كيف نشرح حديث: ((إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ))؟ (00:07:50).

----------

سائل: حديث: ((إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ)) أو كذا كيف شرحه؟

الشيخ: هذا قد جرى خلاف بين عائشة وبين ابن عمر وغيرهما من الصحابة؛ فالسيدة عائشة -رضي الله عنها- أنكرت هذا الحديث وقالت: "إنما قال عليه السلام هذا الحديث لبعض اليهود كانوا يبكون على ميتهم".

لكن علماء الحديث ما وقفوه على الإنكار؛ ذلك لأن الحديث: ((إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ)) رواه جماعة من الصحابة غير أنه رواه عمر وابنه عبد الله، رواه أيضًا المغيرة بن شعبة؛ ولذلك فلا مجال لتوهيم ابن عمر كما فعلت السيدة عائشة، كان يمكن هذا التوهيم لو كان ابن عمر وحده قد روى هذا الحديث؛ لكن ما دام كان معه أبوه، ومعه المغيرة بن شعبة؛ فالثلاثة أحفظ من واحد؛ وهي عائشة، فلو كان ابن عمر وحده كان يمكن -حينئذ- أن يغلب رأي عائشة ورأيها على قول ابن عمر؛ ذلك لأنَّ السيدة عائشة -رضى الله عنها- كما تعلمون- كانت زوجة النبى صلَّى الله عليه وسلم، وهي تصاحبه -ما شاء الله- في أكثر الأوقات بخلاف عبد الله بن عمر، فلو كان ابن عمر وحده هو الذي روى هذا الحديث وخطأته عائشة -رضي الله عنها-؛ كان يمكن أن نقبل تخطئتها ونتبنى حديثها دون حديث ابن عمر.

كما وقع لها فى قضية أخرى؛ وهي أن ابن عمر –رضي الله عنه- حدث بأن النبي صلَّى الله عليه وسلم اعتمر في شهر رجب؛ فقيل لعائشة: اسمعي عبد الله بن عمر ماذا يقول؛ قالت: ماذا يقول؟ قالوا: يقول إن النبي صلَّى الله عليه وسلم قد اعتمر في شهر رجب؛ فقالت: "لقد وهم عبد الله بن عمر -يرحمه الله-"، ما اعتمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلم عمرة إلا في ذى القعدة، جاء في بعض الروايات أن عائشة لما قالت هذا سمع كلامها ابن عمر فما تكلم بكلمة، مما يشعر أنه -فعلاً- شعر بأنه هو واهِم.

لكن حديثنا: ((إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ)) لا سبيل إلى تبنِّي رأي عائشة وتخطئة عبد الله بن عمر كما فعلنا في حديث العمرة؛ لما ذكرته آنفًا أن مع ابن عمر عمر نفسه، والمغيرة بن شعبة.

وهناك شيء لابد من ذكره؛ كأن سؤالك الجواب عليه ما تمَّ، فسؤالك كان عن ما معنى الحديث أو المقصود منه.

للعلماء قولان في تفسير: ((يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ)):

منهم من يقول: أن العذاب المذكور في الحديث هو عذاب الآخرة.

ومنهم من يقول: المقصود بالعذاب هو التألم والحزن، والذي يقول هذا القول؛ يعني أن الميت يسمع بكاء الأحياء عليه؛ فيأسف لأسفهم، ويحزن لحزنهم، هذا هو العذاب الذي عناه الرسول في الحديث في قول البعض.

أما الأولون وهم الجمهور؛ يقولون: يُعذَّب فعلاً، وهنا يرد قول السيدة عائشة المذكور والمشار إليه آنفًا أنه لماذا أنكرت هذا الحديث؟ لأنها فهمت أن العذاب هنا بمعنى التألم بالنار أو الزمهرير وما شابه ذلك مما هو معروف؛ فقالت: لماذا يُعذَّب هذا والله -عزَّ وجلَّ- يقول: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى[1].

أجاب العلماء عن هذه الشبهة: أن المقصود من الحديث على المعنى الذي ذهب إليه الجمهور بالعذاب المعروف؛ أنه يعني به الميت الذي يموت ولا يوصي ولا ينصح أهله بأن لا يبكوا عليه، أما إذا قام بواجب التذكير وواجب النصيحة ثم بكوا عليه؛ فلا يضره ذلك؛ لأنَّه قد أدَّى الواجب.

هذا مع ملاحظة أنَّ المقصود بالبكاء ليس هو مطلق البكاء؛ وإنما المقصود به النياحة وهو رفع الصوت، فبرفع الصوت إذا كان الميت لم ينصح ولم يذكر أهله قبل وفاته بأنه إذا جاءتني الوفاة فلا تصيحوا ولا تنوحوا؛ لأن هذا بيكون ليس سبب لعذابكم فقط؛ بل سبب لعذابي أنا.

على هذا يُفسَّر الحديث، وخلاصة ذلك: أن الميت الذى لم يذكر أهله بما يجب عليهم من النصح أنه إذا مات أن لا يبكوا عليه، هذا هو الذي يُعذَّب، والعذاب ليس هو بمعنى الألم والحزن؛ وإنما هو بمعنى العذاب الذى يستحقه العاصي يوم القيامة أو في القبر، ويؤيد هذا المعنى من السنة ومن النَّظر أيضًا.

أما السنة ففي رواية للمغيرة بن شعبة قال: ((إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)). يُعذَّب يوم القيامة.

بينما التفسير الثاني الذي فسَّر العذاب بالألم فهو يعني وهو في القبر؛ وإنما حديث المغيرة يقول: ((يُعذَّبُ يَوْمَ القِيَامَةِ))، أما النظر فسأذكره قريبًا -إن شاء الله-.

فالتفسير الثاني أنه يتألم؛ فمعنى ذلك أن الميت إذا مات ما انقطعت علاقته مع الناس، فهم يحس بهم، ويتألم بألمهم؛ وهذا الكلام ليس صحيحًا؛ لأنَّ الميت إذا مات انقطعت علاقته بهذه الحياة الدنيا؛ فهو لا يسمع ولا يحس بشيء؛ كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ[2]، ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ[3].

فإذن فالأموات لا يسمعون، فكيف يقال إن الميت إذا بكى أو ناح أهله عليه هو يحس ببكائهم ويتألم لألمهم؟!

هذا المعنى مع مخالفته للحديث: ((يُعذَّبُ يَوْمَ القِيَامَةِ)) فهو يُخالِف نصوص أخرى في الكتاب وفي السنة التي تدل أن الميت لا يسمع ولا يحس، إذن المعنى الأول هو المعنى الصحيح.

مما جنح إليه من فسَّر العذاب للميت بأنه الألم والمشقة، وليس العذاب بمعنى النَّكال الذي يلقاه الكافر أو الفاسق؛ لأنَّ قوله عليه السلام: ((السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ)) لا يعني عذاب جهنم؛ وإنما المشقة، لكن يرد على هذا ما ذكرته آنفًا أن الميت إذا مات انقطعت علاقته مع الدنيا؛ فلا يحس بشيء، فلا يسمع ولا أي شيء.

õõ õõ õõ
السائل: حديث: ((يُضْغَطُ الْمُؤْمِنُ فِي هَذَا ضَغْطَةً تَزُولُ مِنْهَا حَمَائِلُهُ، وَيُمْلأُ عَلَى الْكَافِرِ نَارًا)). ما شرح الحديث هذا؟

الشيخ: ما أعرف هكذا الحديث في ضغطة القبر، وفي الضرب بالمزربة بالنسبة للكافر أو المنافق هذا.

السائل: نأتي بالكتاب؛ لأنَّ هو ذكر في المسند، مسند أحمد.

الشيخ: هات الكتاب.

õõ õõ õõ
þ 7- هل هناك تعارض بين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الْسَفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ)) وكون دعوة المسافر مستجابة؟ (00:18:46).

------------

السائل: من العذاب، دعوة المسافر من المستجابات.

الشيخ: ايه! نعم.

السائل: فكيف يعني يكون؟

الشيخ: في تعارض يعني؟

السائل: ايوه.

الشيخ: لا ما في تعارض، حُفَّت الجنة بالمكاره، وحُفَّت النار بالشهوات، فإذا كان المسلم يعيش بالحياة الدنيا في مكاره، يعني هذا يتعارض مع استجابة الدعاء؟! لا يتعارض.

السائل: نعم، السفر قطعة من العذاب، فطالما أن المسافر يعني أنَّه مستجاب الدعاء؟

الشيخ: نحن ما قلنا السفر قطعة من عذاب عذاب جهنم، قلنا: مشقة بس.

السائل: جزاك الله خيرًا.

õõ õõ õõ
þ 8- ما معنى قولهم: "حديث صحيح" و "حديث سنده صحيح"، وهل هناك بينها فرق؟ (00:19:49).

---------

سائل: حديث إسناده صحيح، حديث صحيح؟

الشيخ: آه! علكم تعلمون أن صحة الحديث إما أن يثبت بالسند الواحد أو يثبت بمجموعة أسانيد؛ فالحديث الذي ثبت بمجموعة أسانيد كل سند من هذه الأسانيد لوحده ضعيف؛ لكن الأسانيد الضعيفة إذا لم يشتدَّ ضعفها يقوِّي بعضها بعضًا، فإذا كانت هذه الأسانيد الضعيفة مفرداتها جاء بها حديث واحد؛ فهذا الحديث يصير صحيحًا بمجموع هذه الأسانيد، وهذه الطرق ففي هذه الحالة يُقال: "حديث صحيح".

أما إذا جاء حديث بإسناد صحيح؛ قيُقال: "حديث إسناده صحيح"؛ فليس كل حديث يُقال فيه: "حديثٌ صحيح"؛ يكون إسناده صحيحًا. فقد يكون أسانيده ضعيفة؛ لكن مجموعها أعطى للحديث هذه الصحة؛ فقيل: "حديث صحيح" تمييز بينه وبين الحديث الذي صحَّ إسناده.

السائل: يعني الحديث صاحب السند الصَّحيح أقوى من الحديث الصَّحيح؟

الشيخ: لا، هذا شيء تاني، هذا شيء تاني. بعد أن عرفت أنت الفرق.

أما أيهما أقوى، حينئذ المسألة تختلف؛ إذا جاء حديث بعشر أسانيد كل إسناد فيه ضعف من قِبل حفظ الراوي؛ هذا الحديث يكون أصحَّ من الحديث الذي إسناده صحيح؛ لأنه مجموعة الرواة ولو كان فيهم ضعف يدل على أنهم حفظوا هذا الحديث فحفظ الجماعة هؤلاء مع ضعف كل فرد منهم على حدة؛ يُلقِي في النفس الطمأنينة بصحة الحديث أكثر من الاطمئنان بصحة حديث الذي رواه فرد واحد.

الشيخ: ايش طلع عندك؟

þ 9- ما معنى حديث: (يُضْغَطُ فِيهِ الْمُؤْمِنُ ضَغْطَةً تَزُولُ مِنْهَا حَمَائِلُهُ...) وذلك يكون في القبر؟ (00:22:34).

---------

السائل: قال في المسند أيضًا من حديث حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِى جِنَازَةٍ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ قَعَدَ عَلَى شَفَتِهِ، فَجَعَلَ يَرُدُّ بَصَرَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: ((يُضْغَطُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ ضَغْطَةً تَزُولُ مِنْهَا حَمَائِلُهُ، وَيُمْلأُ عَلَى الْكَافِرِ نَارًا)) قال: والحمائل: عروق الانثيين، ما معنى: تزول الحمائل؛ يعني كيف تزول الحمائل؟

الشيخ: كناية عن شدة العذاب، وهو مفسر الحمائل متل ما عم بتقول.

السائل: يعني المؤمن يضغط ضغطة هالدرجة يعني؟

الشيخ: وممكن تتداخل أضلاعه، لا ينجو منها حتى سعد بن معاذ؛ كما قال عليه السلام في بعض الأحاديث الصحيحة.

السائل: يعني ضغطة يتألم منها؟







[1] [الأنعام: 164].


[2] [فاطر: 22].


[3] [النمل: 80].
avatar
المدير
Admin
Admin

عدد المساهمات : 1934
نقاط : 16508
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 21/01/2011
العمر : 52

خاص للزوار
تردد1:
سلسلة أسئلة للألباني والجواب عليها Left_bar_bleue100/0سلسلة أسئلة للألباني والجواب عليها Empty_bar_bleue  (100/0)
أسألة الزوار:
سلسلة أسئلة للألباني والجواب عليها Left_bar_bleue75/0سلسلة أسئلة للألباني والجواب عليها Empty_bar_bleue  (75/0)
ddddddkkkkkkk:

https://alhorani.ahladalil.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى