قصة الحجاج والغلام (من أروع ما قرأت )
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصة الحجاج والغلام (من أروع ما قرأت )
الحجاج والغلام (من أروع ما قرات )
كان الحجاج بن يوسف ذات يوم في الصيد فشاهد تسعة كلاب إلى جانب صبي صغير السن عمره نحو عشر سنوات وله ذوائب.
فقال له الحجاج :
ماذا تفعل هنا أيها الغلام ؟
فرفع الصبي طرفه إليه وقال له :
يا حامل الأخبار لقد نظرت إلي بعين الاحتقار
وكلمتني بالافتخار وكلامك كلام جبار وعقلك عقل صغار
فقال الحجاج له : أما عرفتني ؟
فقال الغلام :
عرفتك بسواد وجهك لأنك أتيت بالكلام قبل السلام.
فقال الحجاج ׃
ويلك ، أنا الحجاج بن يوسف.
فقال الغلام :
لا قرب الله دارك ولا مزارك فما أكثر كلامك وأقل إكرامك .
فما أتم كلامه إلا والجيوش أحاطت به من كل جانب وكل واحد يقول السلام عليك يا أمير المؤمنين ،
فقال الحجاج: احفظوا هذا الغلام فقد أوجعني بالكلام، فأخذوا الغلام فرجع الحجاج إلى قصره وجلس في مجلسه والناس حوله جالسون ومن هيبته مطرقون وهو بينهم كالأسد ثم طلب إحضار الغلام،
فلما مثل بين يديه ،ورأى الوزراء و أهل الدوله
قال :
السلام عليكم فلم يرد الحجاج السلام
فرفع الغلام رأسه وأدار نظره فرأى بناء القصر عالياً ومزين بالنقوش والفسيفساء وهو في غاية الإبداع
قال الغلام : أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين ?
فاستوى الحجاج جالساً وكان متكئاً
فقالوا للغلام : يا قليل الأدب لماذا لم تسلم على أمير المؤمنين السلام اللائق ولماذا لم تتأدب في حضرته ؟
فقال الغلام :
يا براغيث الحمير منعني عن ذلك تكبره
أما السلام فعلى أمير المؤمنين وأصحابه ،يعني السلام على علىّ بن أبى طالب وأصحابه
فقال الحجاج : يا غلام لقد حضرت في يوم تم فيه أجلك وخاب فيه أملك.
فقال الغلام :
والله يا حجاج أن كان في أجلي تأخير لم يضرني من كلامك لا قليل ولا كثير.
فقال بعض جلساء الحجاج :
لقد بلغت من جهلك يا خبيث أن تخاطب أمير المؤمنين كما تخاطب غلاماً مثلك يا قليل الآداب ،انظر من تخاطب وأجبه بأدب واحترام فهو أمير العراق والشام.
فقال الغلام :
أما سمعتم قوله تعالى " كل نفس تجادل عن نفسها"
فقال الحجاج :
فمن عنيت بكلامك أيها الغلام ؟
قال :
عنيت به على بن أبى طالب وأصحابه وأنت يا حجاج على من تسلم ؟
فقال الحجاج : على عبدالملك بن مروان.
فقال الغلام :
عبدالملك الفاجر؟
عليه عليه من الله مايستحقه
فقال الحجاج : ولم ذلك يا غلام ؟
فقال : لأنه أخطأ خطيئة عظيمة مات بسببها خلق كثير
فقال بعض الجلساء
اقتله يا أمير المؤمنين فقد خالف الطاعة وفارق الجماعة وشتم عبدالملك بن مروان.
فقال الغلام :
يا حجاج أصلح جلسائك فإنهم جاهلون
فأشار الحجاج لجلسائه بالصمت.
ثم سأله الحجاج : هل تعرف أخي؟
فقال الغلام :
أخوك فرعون حين جاءه موسى وهارون ليخلعوه .
فقال الحجاج :
اضربوا عنقه.
فقال الرقاشي للحجاج:
هبني إياه يا أمير المؤمنين أصلح الله شأنك.
فقال الحجاج : هو لك لا بارك الله فيه.
فقال الغلام :
لا شكر للواهب ولا للمستوهب.
فقال الرقاشي :
أنا أريد خلاصك من الموت فتخاطبني بهذا الكلام
ثم التفت الرقاشي إلى الحجاج وقال له:
افعل ما تريد يا أمير المؤمنين.
فقال الحجاج للغلام :
من أي بلد أنت ؟
فقال للغلام: من مصر.
فقال له الحجاج : من مدينة الفاسقين .
فقال الغلام :
ولماذا أسميتها مدينة الفاسقين ؟
قال الحجاج :
لأن شرابها من ذهب ونسائها لعب ونيلها عجب وأهلها لا عجم ولا عرب.
فقال الغلام : لستُ منهم.
فقال الحجاج : من أي بلد إذن ؟
قال الغلام : أنا من أهل خرسان.
فقال الحجاج : من شر مكان وأقل الأديان.
فقال الغلام : ولم ذلك يا حجاج ؟
فقال : لأنهم عجم أعجام مثل البهائم والأغنام كلامهم ثقيل و غنيهم بخيل.
فقال الغلام : لستُ منهم.
فقال الحجاج : من أين أنت ؟
قال : أنا من مدينة الشام.
قال الحجاج : أنت من أحسن البلدان وأغضب مكان وأغلظ أبدان .
قال الغلام : لستُ منهم.
قال الحجاج : فمن أين إذن؟
قال الغلام : من اليمن.
فقال الحجاج : أنت من بلد غير مشكور.
قال الغلام: ولم ذلك؟
قال الحجاج : لأن صوتهم مليح و عاقلهم يستعمل الزمر و جاهلهم يشرب الخمر.
قال الغلام : أنا لستُ منهم.
قال الحجاج : فمن أين إذن؟
قال الغلام : أنا من أهل مكة. فقال الحجاج :
أنت إذن من أهل اللؤم والجهل وقلة العقل.
فقال الغلام : ولم ذلك ؟
قال : لأنهم قوم بعث فيهم نبي كريم فكذبوه وطردوه وخرج من بينهم إلى قوم أحبوه وأكرموه.
فقال الغلام : أنا لستُ منهم.
فقال الحجاج :
لقد كثرت جواباتك علي وقلبي يحدثني بقتلك.
فقال الغلام : لو كان أجلي بيدك لما عبدت سواك ولكن اعلم يا حجاج أني أنا من أهل طيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال الحجاج :
نعمت المدينة أهلها أهل الإيمان والإحسان فمن أي قبيلة أنت ؟
فقال الغلام :
من ثلى بنى غالب من سلالة علي بن أبى طالب عليه السلام وكل نسب وحسب ينقطع إلا حسبنا و نسبنا فإنه لا ينقطع إلى يوم القيامة
فاغتاظ الحجاج غيظاً شديداً وأمر بقتله.
فقال له كل من حضر من الوزراء :
ولكنه لا يستحق القتل وهو دون سن البلوغ أيها الأمير.
فقال الحجاج :
لا بد من قتله ولو ينادي مناد من السماء.
فقال الغلام:
ما أنت بنبي حتى يناديك مناد من السماء.
فقال الحجاج : ومن يحول بيني وبين قتلك.
فقال الغلام : يحول بينك وبين قتلي ما يحول بين المرء وقلبه.
فقال الحجاج : وهو الذي يعينني على قتلك.
فقال الغلام : كلا إنما يعينك على قتلي شيطانك و أعوذ بالله منك ومنه.
فقال الحجاج : أراك تجاوبني على كل سؤال فأخبرني ما يقرب العبد من ربه؟
فقال الغلام : الصوم والصلاة والزكاة والحج .
فقال الحجاج: أنا أتقرب إلى الله بدمك لأنك قلت أنك من أولاد الحسن والحسين.
فقال الغلام : من غير خوف ولا جزع أنا من أمة رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم إن كان أجلي بيدك فقد حضر شيطانك يعينك على فساد آخرتك.
فأجابه الحجاج : أتقول أنك من أمةالرسول وتكره الموت؟
قال الغلام : قال الله تعالى " ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة"
قال الحجاج : ابن من أنت ؟
قال الغلام : أنا ابن أبي و أمي.
فسأله الحجاج : من أين جئت ؟
قال الغلام : على رحب الأرض.
فقال الحجاج : أخبرني من أكرم العرب؟
فأجاب الغلام : بنو طي .
فسأله الحجاج : ولم ذلك ؟
فقال الغلام: لأن حاتم الأصم منهم.
فقال الحجاج : فمن أشرف العرب ؟
قال الغلام : بنو مضر.
فقال الحجاج : ولم ذلك؟
فقال الغلام : لأن محمد صلى الله عليه وسلم منهم.
فقال الحجاج : فمن أشجع العرب ؟
فقال الغلام : بنو هاشم لأن علي بن أبي طالب منهم .
فقال الحجاج: فمن أنجس العرب و أبخلهم وأقلها خيراً؟
فقال الغلام : بنو ثقيف لأنك أنت منهم وفي الحديث الشريف يظهر من بنو ثقيف نمرود وكذاب وهوأنت
فأغتاظ الحجاج غيظاً شديداً وأمر بقتله فشفع به الحاضرون فشفعهم فيه وسكن غضبه قليلاً
وقال الحجاج : أين تركت الإبل ذات القرون ؟!!
فقال الغلام : تركتها ترعى أوراق الصوان.!!
فصاح الحجاج به قائلاً :
يا قليل العقل ويا بعيد الذهن هل للصوان ورق!؟
فقال الغلام : وهل للإبل قرون !؟
فسأله الحجاج : هل جمعت القرآن ؟
فقال الغلام : وهل هو متفرق حتى أجمعه ؟
فقال له الحجاج : أما فهمت سؤالي .
فأجابه الغلام : ينبغي لك أن تقول هل قرأت القرآن وفهمت ما فيه.
فقال الحجاج : فأخبرني عن آية في القرآن أعظم؟ وآية أحكم؟ وآية أعدل ؟ وآية أخوف ؟ وآية أرجى ؟ وآية فيها عشر آيات بينات؟ وآية كذب فيها أولاد الأنبياء؟ وآية صدق فيها اليهود والنصارى ؟ وآية قالها الله تعالى لنفسه؟ وآية فيها قول الملائكة؟ و آية فيها قول أهل الجنة؟ وآية فيها قول أهل النار؟ وآية فيها قول إبليس ؟؟؟
فقال الغلام : أما أعظم آية فهي آية الكرسي وأحكم آية إن الله يأمر بالعدل والإحسان وأعدل آية فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره وأخوف آية أيطمع كل امرىء منهم أن يدخل جنة نعيم وأرجى آية قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعها وآية فيها عشر آيات بينات هي إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب وأما الآية التي كذب فيها أولاد الأنبياء فهي وجاءوا على قميصه بدم كذب وهم إخوة يوسف ،
وأما الآية التي صدق فيها اليهود والنصارى فهي وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء ,
والآية التي قالها الله تعالى لنفسه هي ، وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ,
وآية فيها قول الأنبياء ,وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ,
وآية فيها قول الملائكة ،سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ,
و أية فيها قول أهل الجنة ،الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور،
وآية فيها قول أهل النار، ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون،
وآية فيها قول إبليس ،أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
فقال الحجاج : أخبرني عمن خُلق من الهواء ؟ ومن حُفظ بالهواء ؟ ومن هلك بالهواء ؟
فقال الغلام : الذي خلق من الهواء سيدنا عيسى عليه السلام؛؛ والذي حفظ بالهواء سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام ؛ وأما الذي هلك بالهواء فهم قوم هود.
فقال الحجاج : فأخبرني عمن خُلق من الخشب ؟ والذي حُفظ بالخشب ؟ والذي هلك بالخشب ؟
فقال الغلام : الذي خلق من الخشب هي الحية خلقت من عصا موسى عليه السلام؛؛
والذي حفظ بالخشب نوح عليه السلام؛؛
والذي هلك بالخشب زكريا عليه السلام.
فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلق من الماء ؟ ومن نجا من الماء ؟ ومن هلك بالماء ؟
فقال الغلام: الذي خلق من الماء فهو أبونا آدم عليه السلام؛؛ والذي نجا من الماء موسى عليه السلام؛؛ والذي هلك بالماء فرعون.
فقال الحجاج : فأخبرني عمن خُلق من النار ؟ ومن حُفظ من النار ؟
فقال الغلام : الذي خُلق من النار إبليس؛؛ والذي نجا من النار إبراهيم عليه السلام.
فقال الحجاج : فأخبرني عن أنهار الجنة وعددها ؟
فقال الغلام : أنهار الجنة كثيرة لا يعلم عددها إلا الله تعالى كما قال في كتابه العزيز فيها انهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى... وكلها تجري في محل واحد لا يختلط بعضها ببعض ويوجد نظيره في الدنيا وهو في رأس بنى آدم طعم عينه مالح وطعم أذنه مر وطعم فمه عذب .
فقال الحجاج : إن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتغوطون فهل يوجد مثلهم في الدنيا ؟
فقال الغلام: الجنين في بطن أمه يأكل ويشرب ولا يتغوط.
فقال الحجاج : فأخبرني عن العقل ؟ والإيمان ؟ والحياء ؟ والسخاء ؟ والشجاعة ؟ والكرم؟ والشهوة ؟
فقال الغلام : إن الله قسم العقل عشرة أقسام جعل تسعة في الرجال وواحداً في النساء ؛؛
والإيمان عشرة تسعة في اليمن وواحداً في بقية الدنيا؛؛
والحياء عشرة تسعة في النساء وواحداً في الرجال؛؛
والسخاء عشرة تسعة في الرجال وواحداً في النساء؛؛
والشجاعة والكرم عشرة تسعة في العرب وواحداً في بقية العالم؛؛
والشهوة عشرةأقسام تسعة في النساء وواحداً في الرجال.
فقال الحجاج : فأخبرني عن أقرب شيء إليك ؟
فقال الغلام : الآخرة .
ثم قال الحجاج: سبحان، الله يؤتي الحكمة من يشاء من عباده ما رأيت صبياً أتاه الله العلم والعقل والذكاء مثل هذا الغلام.
فقال الغلام : أنا أهل لذلك.
فقال الحجاج : فمن أحق الناس بالخلافة ؟
فقال الغلام : الذي يعفو ويصفح ويعدل بين الناس.
فقال الحجاج : فأخبرني عن النساء ؟
فقال الغلام : أتسألني عن النساء وأنا صغير لم أطـّلع بعد على أحوالهن و رغائبهن ومعاشرتهن
ولكنني سأذكر لك المشهور من أمورهن؛؛
فبنت العشر سنين من الحور العين؛؛
وبنت العشرين نزهة للناظرين؛؛
وبنت الثلاثين إن صلحت جنة نعيم ؛؛
وبنت الأربعين شحم ولين؛؛
وبنت الخمسين أم بنات وبنين؛؛
وبنت الستين ما بها فائدة للسائلين؛؛
وبنت السبعين عجوز في الغابرين؛؛
فضحك الحجاج وقال:أي النساء أحسن؟
فقال الغلام : ذات الدلال الكامل والجمال الوافر والنطق الفصيح ،التي يهتز نهدها ويرتاح ردفها.
فقال الحجاج : أخبرني يا غلام عن أجود بيت قالته العرب في الكرم ؟
فقال الغلام : هو بيت حاتم طي.
حيث يقول:
وأكرم الضيف حتما حين يطرقني*** قبل العيال على عسر و إيسـار
فقال الحجاج : أحسنت يا غلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك فوجب علينا إكرامك ثم أمر له بألف دينار وكسوة حسنة و جارية وسيف وفرس.
وقال الحجاج في نفسه :
إن أخذ الفرس نجا وإن أخذ غيرها قتلته فلما قدمها له.
قال الحجاج : خذ ما تريد يا غلام فغمزته الجارية، وقالت : خذني أنا خير من الجميع فضحك الغلام، وقال ليس لي بك حاجة وأنشد يقول :
و قرقعت اللجام برأس حمراً أحب إلـىّ ممـا تغمزنـي
أخاف إذا وقعت على فراشي وطالت علتي لا تصحبينـي
أخاف إذا وقعنا في مضيـق وجار الدهر بي لا تنصريني
أخاف إذا فقدت المال عندي تميلي للخصام وتهجرينـي
فأجابته الجارية تقول :
معـاذ الله أفعـل مـا تقـول ولو قطعت شمالي مع يمينـي
وأكتم سر زوجي في ضميري وأقنع باليسير ومـا يجينـي
إذا عاشرتني وعرفت طبعـي ستعلم أننـي خيـر القريـن
فقال الحجاج : ويلك ألا تستحين تغمزينه وتجاوبينه بالشعر. في حضرتي ؟
فقال الغلام :
إن كنت تخيرني فإنني أختار الفرس أما إن كنت كريماً معي فتعطيني الجميع.
فقال الحجاج : خذهم لا بارك الله لك فيهم.
فقال الغلام :
قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولا جمعني بك مرة أخرى.
وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالماً غانماً بفضل ذكائه وفهمه ومعرفته وحسن إطلاعه .
كان الحجاج بن يوسف ذات يوم في الصيد فشاهد تسعة كلاب إلى جانب صبي صغير السن عمره نحو عشر سنوات وله ذوائب.
فقال له الحجاج :
ماذا تفعل هنا أيها الغلام ؟
فرفع الصبي طرفه إليه وقال له :
يا حامل الأخبار لقد نظرت إلي بعين الاحتقار
وكلمتني بالافتخار وكلامك كلام جبار وعقلك عقل صغار
فقال الحجاج له : أما عرفتني ؟
فقال الغلام :
عرفتك بسواد وجهك لأنك أتيت بالكلام قبل السلام.
فقال الحجاج ׃
ويلك ، أنا الحجاج بن يوسف.
فقال الغلام :
لا قرب الله دارك ولا مزارك فما أكثر كلامك وأقل إكرامك .
فما أتم كلامه إلا والجيوش أحاطت به من كل جانب وكل واحد يقول السلام عليك يا أمير المؤمنين ،
فقال الحجاج: احفظوا هذا الغلام فقد أوجعني بالكلام، فأخذوا الغلام فرجع الحجاج إلى قصره وجلس في مجلسه والناس حوله جالسون ومن هيبته مطرقون وهو بينهم كالأسد ثم طلب إحضار الغلام،
فلما مثل بين يديه ،ورأى الوزراء و أهل الدوله
قال :
السلام عليكم فلم يرد الحجاج السلام
فرفع الغلام رأسه وأدار نظره فرأى بناء القصر عالياً ومزين بالنقوش والفسيفساء وهو في غاية الإبداع
قال الغلام : أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين ?
فاستوى الحجاج جالساً وكان متكئاً
فقالوا للغلام : يا قليل الأدب لماذا لم تسلم على أمير المؤمنين السلام اللائق ولماذا لم تتأدب في حضرته ؟
فقال الغلام :
يا براغيث الحمير منعني عن ذلك تكبره
أما السلام فعلى أمير المؤمنين وأصحابه ،يعني السلام على علىّ بن أبى طالب وأصحابه
فقال الحجاج : يا غلام لقد حضرت في يوم تم فيه أجلك وخاب فيه أملك.
فقال الغلام :
والله يا حجاج أن كان في أجلي تأخير لم يضرني من كلامك لا قليل ولا كثير.
فقال بعض جلساء الحجاج :
لقد بلغت من جهلك يا خبيث أن تخاطب أمير المؤمنين كما تخاطب غلاماً مثلك يا قليل الآداب ،انظر من تخاطب وأجبه بأدب واحترام فهو أمير العراق والشام.
فقال الغلام :
أما سمعتم قوله تعالى " كل نفس تجادل عن نفسها"
فقال الحجاج :
فمن عنيت بكلامك أيها الغلام ؟
قال :
عنيت به على بن أبى طالب وأصحابه وأنت يا حجاج على من تسلم ؟
فقال الحجاج : على عبدالملك بن مروان.
فقال الغلام :
عبدالملك الفاجر؟
عليه عليه من الله مايستحقه
فقال الحجاج : ولم ذلك يا غلام ؟
فقال : لأنه أخطأ خطيئة عظيمة مات بسببها خلق كثير
فقال بعض الجلساء
اقتله يا أمير المؤمنين فقد خالف الطاعة وفارق الجماعة وشتم عبدالملك بن مروان.
فقال الغلام :
يا حجاج أصلح جلسائك فإنهم جاهلون
فأشار الحجاج لجلسائه بالصمت.
ثم سأله الحجاج : هل تعرف أخي؟
فقال الغلام :
أخوك فرعون حين جاءه موسى وهارون ليخلعوه .
فقال الحجاج :
اضربوا عنقه.
فقال الرقاشي للحجاج:
هبني إياه يا أمير المؤمنين أصلح الله شأنك.
فقال الحجاج : هو لك لا بارك الله فيه.
فقال الغلام :
لا شكر للواهب ولا للمستوهب.
فقال الرقاشي :
أنا أريد خلاصك من الموت فتخاطبني بهذا الكلام
ثم التفت الرقاشي إلى الحجاج وقال له:
افعل ما تريد يا أمير المؤمنين.
فقال الحجاج للغلام :
من أي بلد أنت ؟
فقال للغلام: من مصر.
فقال له الحجاج : من مدينة الفاسقين .
فقال الغلام :
ولماذا أسميتها مدينة الفاسقين ؟
قال الحجاج :
لأن شرابها من ذهب ونسائها لعب ونيلها عجب وأهلها لا عجم ولا عرب.
فقال الغلام : لستُ منهم.
فقال الحجاج : من أي بلد إذن ؟
قال الغلام : أنا من أهل خرسان.
فقال الحجاج : من شر مكان وأقل الأديان.
فقال الغلام : ولم ذلك يا حجاج ؟
فقال : لأنهم عجم أعجام مثل البهائم والأغنام كلامهم ثقيل و غنيهم بخيل.
فقال الغلام : لستُ منهم.
فقال الحجاج : من أين أنت ؟
قال : أنا من مدينة الشام.
قال الحجاج : أنت من أحسن البلدان وأغضب مكان وأغلظ أبدان .
قال الغلام : لستُ منهم.
قال الحجاج : فمن أين إذن؟
قال الغلام : من اليمن.
فقال الحجاج : أنت من بلد غير مشكور.
قال الغلام: ولم ذلك؟
قال الحجاج : لأن صوتهم مليح و عاقلهم يستعمل الزمر و جاهلهم يشرب الخمر.
قال الغلام : أنا لستُ منهم.
قال الحجاج : فمن أين إذن؟
قال الغلام : أنا من أهل مكة. فقال الحجاج :
أنت إذن من أهل اللؤم والجهل وقلة العقل.
فقال الغلام : ولم ذلك ؟
قال : لأنهم قوم بعث فيهم نبي كريم فكذبوه وطردوه وخرج من بينهم إلى قوم أحبوه وأكرموه.
فقال الغلام : أنا لستُ منهم.
فقال الحجاج :
لقد كثرت جواباتك علي وقلبي يحدثني بقتلك.
فقال الغلام : لو كان أجلي بيدك لما عبدت سواك ولكن اعلم يا حجاج أني أنا من أهل طيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال الحجاج :
نعمت المدينة أهلها أهل الإيمان والإحسان فمن أي قبيلة أنت ؟
فقال الغلام :
من ثلى بنى غالب من سلالة علي بن أبى طالب عليه السلام وكل نسب وحسب ينقطع إلا حسبنا و نسبنا فإنه لا ينقطع إلى يوم القيامة
فاغتاظ الحجاج غيظاً شديداً وأمر بقتله.
فقال له كل من حضر من الوزراء :
ولكنه لا يستحق القتل وهو دون سن البلوغ أيها الأمير.
فقال الحجاج :
لا بد من قتله ولو ينادي مناد من السماء.
فقال الغلام:
ما أنت بنبي حتى يناديك مناد من السماء.
فقال الحجاج : ومن يحول بيني وبين قتلك.
فقال الغلام : يحول بينك وبين قتلي ما يحول بين المرء وقلبه.
فقال الحجاج : وهو الذي يعينني على قتلك.
فقال الغلام : كلا إنما يعينك على قتلي شيطانك و أعوذ بالله منك ومنه.
فقال الحجاج : أراك تجاوبني على كل سؤال فأخبرني ما يقرب العبد من ربه؟
فقال الغلام : الصوم والصلاة والزكاة والحج .
فقال الحجاج: أنا أتقرب إلى الله بدمك لأنك قلت أنك من أولاد الحسن والحسين.
فقال الغلام : من غير خوف ولا جزع أنا من أمة رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم إن كان أجلي بيدك فقد حضر شيطانك يعينك على فساد آخرتك.
فأجابه الحجاج : أتقول أنك من أمةالرسول وتكره الموت؟
قال الغلام : قال الله تعالى " ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة"
قال الحجاج : ابن من أنت ؟
قال الغلام : أنا ابن أبي و أمي.
فسأله الحجاج : من أين جئت ؟
قال الغلام : على رحب الأرض.
فقال الحجاج : أخبرني من أكرم العرب؟
فأجاب الغلام : بنو طي .
فسأله الحجاج : ولم ذلك ؟
فقال الغلام: لأن حاتم الأصم منهم.
فقال الحجاج : فمن أشرف العرب ؟
قال الغلام : بنو مضر.
فقال الحجاج : ولم ذلك؟
فقال الغلام : لأن محمد صلى الله عليه وسلم منهم.
فقال الحجاج : فمن أشجع العرب ؟
فقال الغلام : بنو هاشم لأن علي بن أبي طالب منهم .
فقال الحجاج: فمن أنجس العرب و أبخلهم وأقلها خيراً؟
فقال الغلام : بنو ثقيف لأنك أنت منهم وفي الحديث الشريف يظهر من بنو ثقيف نمرود وكذاب وهوأنت
فأغتاظ الحجاج غيظاً شديداً وأمر بقتله فشفع به الحاضرون فشفعهم فيه وسكن غضبه قليلاً
وقال الحجاج : أين تركت الإبل ذات القرون ؟!!
فقال الغلام : تركتها ترعى أوراق الصوان.!!
فصاح الحجاج به قائلاً :
يا قليل العقل ويا بعيد الذهن هل للصوان ورق!؟
فقال الغلام : وهل للإبل قرون !؟
فسأله الحجاج : هل جمعت القرآن ؟
فقال الغلام : وهل هو متفرق حتى أجمعه ؟
فقال له الحجاج : أما فهمت سؤالي .
فأجابه الغلام : ينبغي لك أن تقول هل قرأت القرآن وفهمت ما فيه.
فقال الحجاج : فأخبرني عن آية في القرآن أعظم؟ وآية أحكم؟ وآية أعدل ؟ وآية أخوف ؟ وآية أرجى ؟ وآية فيها عشر آيات بينات؟ وآية كذب فيها أولاد الأنبياء؟ وآية صدق فيها اليهود والنصارى ؟ وآية قالها الله تعالى لنفسه؟ وآية فيها قول الملائكة؟ و آية فيها قول أهل الجنة؟ وآية فيها قول أهل النار؟ وآية فيها قول إبليس ؟؟؟
فقال الغلام : أما أعظم آية فهي آية الكرسي وأحكم آية إن الله يأمر بالعدل والإحسان وأعدل آية فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره وأخوف آية أيطمع كل امرىء منهم أن يدخل جنة نعيم وأرجى آية قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعها وآية فيها عشر آيات بينات هي إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب وأما الآية التي كذب فيها أولاد الأنبياء فهي وجاءوا على قميصه بدم كذب وهم إخوة يوسف ،
وأما الآية التي صدق فيها اليهود والنصارى فهي وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء ,
والآية التي قالها الله تعالى لنفسه هي ، وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ,
وآية فيها قول الأنبياء ,وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ,
وآية فيها قول الملائكة ،سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ,
و أية فيها قول أهل الجنة ،الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور،
وآية فيها قول أهل النار، ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون،
وآية فيها قول إبليس ،أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
فقال الحجاج : أخبرني عمن خُلق من الهواء ؟ ومن حُفظ بالهواء ؟ ومن هلك بالهواء ؟
فقال الغلام : الذي خلق من الهواء سيدنا عيسى عليه السلام؛؛ والذي حفظ بالهواء سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام ؛ وأما الذي هلك بالهواء فهم قوم هود.
فقال الحجاج : فأخبرني عمن خُلق من الخشب ؟ والذي حُفظ بالخشب ؟ والذي هلك بالخشب ؟
فقال الغلام : الذي خلق من الخشب هي الحية خلقت من عصا موسى عليه السلام؛؛
والذي حفظ بالخشب نوح عليه السلام؛؛
والذي هلك بالخشب زكريا عليه السلام.
فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلق من الماء ؟ ومن نجا من الماء ؟ ومن هلك بالماء ؟
فقال الغلام: الذي خلق من الماء فهو أبونا آدم عليه السلام؛؛ والذي نجا من الماء موسى عليه السلام؛؛ والذي هلك بالماء فرعون.
فقال الحجاج : فأخبرني عمن خُلق من النار ؟ ومن حُفظ من النار ؟
فقال الغلام : الذي خُلق من النار إبليس؛؛ والذي نجا من النار إبراهيم عليه السلام.
فقال الحجاج : فأخبرني عن أنهار الجنة وعددها ؟
فقال الغلام : أنهار الجنة كثيرة لا يعلم عددها إلا الله تعالى كما قال في كتابه العزيز فيها انهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى... وكلها تجري في محل واحد لا يختلط بعضها ببعض ويوجد نظيره في الدنيا وهو في رأس بنى آدم طعم عينه مالح وطعم أذنه مر وطعم فمه عذب .
فقال الحجاج : إن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتغوطون فهل يوجد مثلهم في الدنيا ؟
فقال الغلام: الجنين في بطن أمه يأكل ويشرب ولا يتغوط.
فقال الحجاج : فأخبرني عن العقل ؟ والإيمان ؟ والحياء ؟ والسخاء ؟ والشجاعة ؟ والكرم؟ والشهوة ؟
فقال الغلام : إن الله قسم العقل عشرة أقسام جعل تسعة في الرجال وواحداً في النساء ؛؛
والإيمان عشرة تسعة في اليمن وواحداً في بقية الدنيا؛؛
والحياء عشرة تسعة في النساء وواحداً في الرجال؛؛
والسخاء عشرة تسعة في الرجال وواحداً في النساء؛؛
والشجاعة والكرم عشرة تسعة في العرب وواحداً في بقية العالم؛؛
والشهوة عشرةأقسام تسعة في النساء وواحداً في الرجال.
فقال الحجاج : فأخبرني عن أقرب شيء إليك ؟
فقال الغلام : الآخرة .
ثم قال الحجاج: سبحان، الله يؤتي الحكمة من يشاء من عباده ما رأيت صبياً أتاه الله العلم والعقل والذكاء مثل هذا الغلام.
فقال الغلام : أنا أهل لذلك.
فقال الحجاج : فمن أحق الناس بالخلافة ؟
فقال الغلام : الذي يعفو ويصفح ويعدل بين الناس.
فقال الحجاج : فأخبرني عن النساء ؟
فقال الغلام : أتسألني عن النساء وأنا صغير لم أطـّلع بعد على أحوالهن و رغائبهن ومعاشرتهن
ولكنني سأذكر لك المشهور من أمورهن؛؛
فبنت العشر سنين من الحور العين؛؛
وبنت العشرين نزهة للناظرين؛؛
وبنت الثلاثين إن صلحت جنة نعيم ؛؛
وبنت الأربعين شحم ولين؛؛
وبنت الخمسين أم بنات وبنين؛؛
وبنت الستين ما بها فائدة للسائلين؛؛
وبنت السبعين عجوز في الغابرين؛؛
فضحك الحجاج وقال:أي النساء أحسن؟
فقال الغلام : ذات الدلال الكامل والجمال الوافر والنطق الفصيح ،التي يهتز نهدها ويرتاح ردفها.
فقال الحجاج : أخبرني يا غلام عن أجود بيت قالته العرب في الكرم ؟
فقال الغلام : هو بيت حاتم طي.
حيث يقول:
وأكرم الضيف حتما حين يطرقني*** قبل العيال على عسر و إيسـار
فقال الحجاج : أحسنت يا غلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك فوجب علينا إكرامك ثم أمر له بألف دينار وكسوة حسنة و جارية وسيف وفرس.
وقال الحجاج في نفسه :
إن أخذ الفرس نجا وإن أخذ غيرها قتلته فلما قدمها له.
قال الحجاج : خذ ما تريد يا غلام فغمزته الجارية، وقالت : خذني أنا خير من الجميع فضحك الغلام، وقال ليس لي بك حاجة وأنشد يقول :
و قرقعت اللجام برأس حمراً أحب إلـىّ ممـا تغمزنـي
أخاف إذا وقعت على فراشي وطالت علتي لا تصحبينـي
أخاف إذا وقعنا في مضيـق وجار الدهر بي لا تنصريني
أخاف إذا فقدت المال عندي تميلي للخصام وتهجرينـي
فأجابته الجارية تقول :
معـاذ الله أفعـل مـا تقـول ولو قطعت شمالي مع يمينـي
وأكتم سر زوجي في ضميري وأقنع باليسير ومـا يجينـي
إذا عاشرتني وعرفت طبعـي ستعلم أننـي خيـر القريـن
فقال الحجاج : ويلك ألا تستحين تغمزينه وتجاوبينه بالشعر. في حضرتي ؟
فقال الغلام :
إن كنت تخيرني فإنني أختار الفرس أما إن كنت كريماً معي فتعطيني الجميع.
فقال الحجاج : خذهم لا بارك الله لك فيهم.
فقال الغلام :
قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولا جمعني بك مرة أخرى.
وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالماً غانماً بفضل ذكائه وفهمه ومعرفته وحسن إطلاعه .
sarh1212- عدد المساهمات : 46
نقاط : 4538
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 21/10/2012
رد: قصة الحجاج والغلام (من أروع ما قرأت )
قال الشافعي رحمه الله:
صحة النظر في الأمور, نجاة من الغرور.
والعزم في الرأي, سلامة من التفريط والندم.
والروية والفكر, يكشفان عن الحزم والفطنة.
ومشاورة الحكماء, ثبات في النفس, وقوة في البصيرة.
ففكر قبل أن تعزم
وتدبر قبل أن تهجم
وشاور قبل أن تتقدم.
صحة النظر في الأمور, نجاة من الغرور.
والعزم في الرأي, سلامة من التفريط والندم.
والروية والفكر, يكشفان عن الحزم والفطنة.
ومشاورة الحكماء, ثبات في النفس, وقوة في البصيرة.
ففكر قبل أن تعزم
وتدبر قبل أن تهجم
وشاور قبل أن تتقدم.
sarh1212- عدد المساهمات : 46
نقاط : 4538
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 21/10/2012
souhad- عدد المساهمات : 7
نقاط : 4553
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/06/2012
رد: قصة الحجاج والغلام (من أروع ما قرأت )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
sarh1212- عدد المساهمات : 46
نقاط : 4538
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 21/10/2012
مواضيع مماثلة
» دعاء دعا به انس ابن مالك عندما ارسل الحجاج بن يوسف في طلبه فظن الرجل الذي ارسله الحجاج ان انس يتوارى فاتاه بخيل فأذا هو جالس على باب داره مادا رجليه فقال له :
» أروع و أجمل صوت لقراءة القران الكريم سورة يس // صوت جميل
» قصة الحجاج وسعيد بن جبير
» أخطاء يرتكبها بعض الحجاج
» السؤال : قرأت الفتاوى المتعلقة بعدم جواز تهنئة غير المسلمين في أعيادهم واحتفالاتهم الدينية ، ولكنني أريد أن أعرف ما حكم تهنئتهم في مناسباتهم الشخصية كالزواج وقدوم الغائب
» أروع و أجمل صوت لقراءة القران الكريم سورة يس // صوت جميل
» قصة الحجاج وسعيد بن جبير
» أخطاء يرتكبها بعض الحجاج
» السؤال : قرأت الفتاوى المتعلقة بعدم جواز تهنئة غير المسلمين في أعيادهم واحتفالاتهم الدينية ، ولكنني أريد أن أعرف ما حكم تهنئتهم في مناسباتهم الشخصية كالزواج وقدوم الغائب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى