هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب

اذهب الى الأسفل

سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب Empty سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب

مُساهمة من طرف أبو بكر الجمعة أكتوبر 10, 2014 5:36 am

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال :عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي معه الرجل والنبي معه الرجلان والنبي معه الرهط والنبي ليس معه أحد,ورأيت سوادا كثيرا سد الأفق فرجوت أن تكون أمتي فقيل هذا موسى وقومه 
ثم قيل لي انظر فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل لي انظر هكذا وهكذا فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل هؤلاء أمتك ومع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب 

فتفرق الناس ولم يبين لهم فتذاكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أما نحن فولدنا في الشرك ولكنا آمنا بالله ورسوله ولكن هؤلاء هم أبناؤنا فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون 
فقام عكاشة بن محصن فقال أمنهم أنا يا رسول الله قال نعم فقام آخر فقال أمنهم أنا فقال سبقك بها عكاشة" بخاري
 

قال ابن عثيمين في شرح كتاب الرقاق من صحيح البخاري 

وقال: ( هم الذين لا يسترقون ) أي لا يطلبون من غيرهم أن يرقيهم ، وأما ما جاء في صحيح مسلم لا يرقون فهذه الرواية منكرة يعني: لا تُعتمد ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يرقي أصحابه وكان يرقي نفسه وقال: ( إذا استطاع أحدكم أن ينفع أخاه فليفعل) والرقيا من الإحسان فكيف يكون التخلي عنها سبباً بدخول الجنة بلا حساب ، لكن لا يسترقون: لا يطلبون الرقيا من غيرهم أن يرقيهم ، أي: أن يقرأ عليهم اعتماداً على من ؟ على الله ؛ لأن الذي يطلب من أن يرقيه ربما يتعلق قلبه به خصوصاً إذا شُفي على يده فإنه قد يحصل في قلبه الاعتراف بفضل هذا القارئ دون الاعتراف بفضل الله ، لأن كثيراً من ضعيفي الإيمان يعتمدون على الأسباب أكثر مما يعتمدون على المسبب وهو الله عز وجل

( ولا يتطيرون ) والتطير: التشاؤم بمعلوم ، إما مرئي أو مسموع أو زمان أو مكان ، أصله من الطير ، لأن العرب كانت تتشائم بالطيور ، إذا رأت الطير حينما ينهض من للطيران وذهب يميناً تفائلت ، يساراً تشائمت ، أماماً لها اعتقاد 
خلقاً لها اعتقاد آخر ، ولهذا سميت بالطيرة ، لكن المعنى العام تعريفها ، هي التشاؤم بمعلوم مرئي أو مسموع أو زمان أو مكان 

المسموع مثل: أن يسمع الإنسان صوتاً فيتشائم منه ، رجل أراد أن يذهب إلى عمل ما لما شرع في العمل سمع صراخاً تشائم فيقول: أن الصراخ ما يأتي إلا بمصيبة ، إذاً: سأترك العمل ، ( هذا صوت ) ، سمع البومة تصرخ على بيته تشائم فقال: انتهى أجلي أو أجل أهلي لأن البومة صرخت على البيت ، والبومة ما تصرخ على البيت إلا تنعي صاحب البيت أو أهله فيتشائم ، والبومة يقولون: إنها إذا صرخت ليلاً حسب اعتقادهم فإن كان أحد له قتيل قالوا: هذه روح القتيل خرجت من قبره تنعي القتيل ، وتقول لأهله خذوا بالثأر ، وإن لم يكن قتيل قالوا: هذه تنعانا..

( المرئي ) إنسان خرج لعمل ما فأول ما يلقاه شخص مريض قال: هذا العمل باطل لأن الذي لاقيته شخص مريض ... فإن لاقاه رجل أعور قال: هذا اليوم ليس فيه خير فإن أول من لاقاني رجل أعور ، حتى إنه في بعض البلاد أول ما يفتح الإنسان إذا جاء رجل أعور أعطاه الشيء بدون مقابل ويقول له: فقط اذهب ولا أراك ...

وعلى كل حال العرب عندهم جهل عظيم ينشائمون بهذه الأشياء

وبالنسبة للزمان: كانوا يتشائمون بشهر صفر ، ومن شهر شوال بالنسبة للنكاح ، بأن الذي يتزوج في شهر شوال لا يوفق ، وكانوا أيضاً يتشائمون بيوم الأربعاء ، وكانوا يتشائمون بالأنواء ، أي: تقول له أنت في أي نوء ؟ فيقول: في النوء الفلاني ! في أي برج ؟ في البرج الفلاني ! قال: نوء كذا وبرج كذا تقابلا فتناطحا فهلك وعلى هذا فقس 
ولذا يوجد مع الأسف في بعض الجرائد التي تخرج الآن يوجد جدول "الجدي" كل هذا من التطير بالزمان

والمكان أيضا: بعض الناس يتطير بالمكان ، دخل من عند الباب فلما دخل من عند الباب غفل وضربه الباب وانجرح فيقول: هذا مكان شؤم ! ولن أدخل فيه ، وكل هذا خلاف الشرع ، حتى إن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( ليس منا من تطير ) وهذا يدل على أن دين الإسلام ولله الحمد يريد من الإنسان أن يكون دائماً فيه سرور ، لا يتشائم بمثل هذه الأمور ، ولا يتبع نفسه إياها ، يكون دائماً مطمئناً غير متشائم ، فالذين لا يتطيرون من الذين يدخلون الجنة بلا حسابقوله: ( وعلى ربهم يتوكلون ) هذا الشاهد من الحديث على ربهم لا على غيره 

والجملة فيها حصر طريقة ( تقديم ما حقه التأخير ) فهي من جنس ( إياك نستعين ) قدم فيها المعمول 

( على ربهم يتوكلون ) يعني: لا على غيره ، في هذا السياق الذي ساقه المؤلف رحمه الله مختصر مقتصر لأنه كان مطولاً فإن النبي عليه الصلاة والسلام لما أخبر بهذا جعل الصحابة يبحثون عن هؤلاء ؟ حتى خرج عليهم صلى الله عليه وسلم فأخبروه ، فقال لهم: ( هم الذين .. الحديث ) وهذا ليس فيه ذكر هذه ، وفيه أيضاً اقتصار لأنه بقي عليه وصف رابع من الذين يدخلون الجنة بغير حساب 
من هم ؟ أنهم الذين لا يكتوون ، أي لا يطلبون من أحد أن يكويهم لأنهم لا يريدون أن يستذلوا لأحد لا بالرقية ولا بالكي ، أما (لا يكوون ) فهذا لا يضر بل هذا من الإحسان ، وقد كوى النبي عليه الصلاة والسلام سعد بن معاذ في أكحله ، فهناك فرق بين الذي يكوي وبين الذي يكتوي ، الذي يكتوي هو الذي يطلب الكي ، وأما الذي يكوي فهو الذي يفعله بغيره
أبو بكر
أبو بكر
مراقب عام
مراقب عام

عدد المساهمات : 45
نقاط : 3839
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 19/09/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى