الرضى بالإسلامِ ديناً
صفحة 1 من اصل 1
الرضى بالإسلامِ ديناً
فإذا قالَ , أو حكمَ , أو أمرَ أو نهى ! ؛ رضيَ كلّ الرضى , ولم يبقَ في قلبه حرجٌ من حُكمه , وسلّم له تسليماً , ولو كان مخالفاً لمراد نفسه أو هواها ! أو قول مُقلده , وشيخه , وطائفته ! , وههنا ! يُوحشك الناس كلهم إلا الغرباء في العالم ! , فإياك أن تَستَوحِشَ من الاغتراب , والتفرُّد ! فإنه والله ! عين العزة , والصحبة مع الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ؛ وروح الأنس به , والرضى به رباً , وبمحمدٍ رسولاً ,وبالإسلام ديناً . !
بل الصادق كلما وجد مسَّ الإغتراب , وذاق حلاوته , وتنسّم روحه قال : اللهم زدني اغتراباً , ووحشةً من العالمِ ,وأُنساً بك ! , وكلما ذاق حلاوة هذا الاغتراب وهذا التفرُّد ؛ رأى الوحشة عين الأنس بالناس ! , والذُّلِ عين العز بهم !, والجهل عين الوقوف مع آرائهم , وزبالة أذهانهم ,!! والانقطاع عين التقيُّد برسومهم وأوضاعهم !
فلم يؤثر بنصيبه من الله أحداً من الخلقِ , ولم يَبع حظه من الله بموافقتهم فيما لا يجدي عليه إلا الحرمان !
وغايته ! مودة بينهم في الحياة الدنيا , فإذا انقطعت الأسباب وحُقّت الحقائق , وبعثر ما في القبور , وحصّل ما في الصدور , وبُليت السرائرُ , ولم يجد من دون مولاه الحق من قوةٍ ولا ناصرٍ ! ؛ تبين له حينئذ مواقع الربحِ والخسرانِ !
وما الذي يخف أو يرجح به الميزان ! , والله المستعان , وعليه التكلان " .
[ ابن القيم : مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين - منزلة الرضى (172-173/2) ] .
أبو بكر- مراقب عام
- عدد المساهمات : 45
نقاط : 3839
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 19/09/2014
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى