[استووا ولا تختلفوا !]
صفحة 1 من اصل 1
[استووا ولا تختلفوا !]
حرص الإسلام على تسويّة القلوب الدّافعة لتسويّة الأبدان بين الخلق ، وعدم التّرفّع عليهم ، وإعمال التّواضع فيما بينهم حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي بعضهم على بعضٍ ، أمام لحمة الإسلام سواسيةً ، فيقفوا في صلاتهم متصّافين ، متكاتفين ، متساوين ، يجمعهم رباط الإسلام ، ينظمون فيه كما ينظم الدّر في السّوار .
فكلّ ما يورث كبراً ، وترفّعاً ، وازدراءاً، فهو مؤذنٍ لاختلال الصّف ، ووحدة المجتمع ، وأمارة على الإختلاف والفرقة !
فعن أبي مسعودٍ قال كان رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- يمسح مناكبنا فى الصّلاة ويقول « استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ..!: مسلم (1000) .* يقول الصنعاني في التّنوير (2-349) : " إن اختلاف الأبدان سبب لاختلاف القلوب وذلك عقوبة من جنس المعصية كما هي سنة اللّه تعالى واختلاف القلوب منشأ كل بلاء وفتنة كما أن سلامتها سبب كل خير ونعمة ..".
* ويقول القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (1-317) في بيان تأثير الباطن على الظاهر بيان العلاقة بينهما : " فالتّحقيق في هذا المقام أن بين القلب، والأعضاء تعلقاً عجيباً، وتأثيراً غريباً ! ، بحيث إنه يسري مخالفة كلّ إلى الآخر ، وإن كان القلب مدار الأمر إليه ، ألا ترى أن تبريد الظّاهر يؤثر في الباطن، وكذا بالعكس ، وهو أقوى ".
فاستووا ولا تختلفوا ، فتختلف قلوبكم !
أبو بكر- مراقب عام
- عدد المساهمات : 45
نقاط : 3839
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 19/09/2014
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى