السؤال: ما قولكم في الفتنة الدائرة الآن من الكلام عليكم وعلى بعض مشايخنا الكبار من بعض حدثاء الأسنان الذين لم يحصِّلوا بعد أَبجديات العلم، وكذا اتهامكم بأمور نعرف أنكم منها براء, ولكن من أجل بعض إخواننا الذي ما زالوا في البدايات ونخاف عليهم.
صفحة 1 من اصل 1
السؤال: ما قولكم في الفتنة الدائرة الآن من الكلام عليكم وعلى بعض مشايخنا الكبار من بعض حدثاء الأسنان الذين لم يحصِّلوا بعد أَبجديات العلم، وكذا اتهامكم بأمور نعرف أنكم منها براء, ولكن من أجل بعض إخواننا الذي ما زالوا في البدايات ونخاف عليهم.
السؤال: ما قولكم في الفتنة الدائرة الآن من الكلام عليكم وعلى بعض مشايخنا الكبار من بعض حدثاء الأسنان الذين لم يحصِّلوا بعد أَبجديات العلم، وكذا اتهامكم بأمور نعرف أنكم منها براء, ولكن من أجل بعض إخواننا الذي ما زالوا في البدايات ونخاف عليهم.
ا
رد الشيخ: مشهور
الحمد لله نحمده وستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله
أما بعد:
أنا في نفسي وفي مقامي أدنى من أن أبتلى مثل هذا البلاء , وقد سئل الإمام الشافعي رحمه الله -: أيهما أفضل للرجل أن يُمكّن أم أن يبتلى , فقال: سبحان الله وهل يمكن العبد حتى يبتلى.
وسنة الله جارية في أنبيائه وأوليائه وعلماء الدين أنهم يبتلون بالسفهاء تارة وبالحسّاد تارة أخرى، وبقليلي الإدراك والفهم وقليلي العلم وقليلي الورع والتقوى تارة أخرى.
ولذا قال سفيان بن عينية : إذا رأيتم الناس قد أجمعوا على مدح رجل فاتهموه، وإذا رأيتم الناس قد أجمعوا على قدح رجل فاتهموه, فإنّ المؤمن بين مادح وقادح.
الشيء الذي ابتلينا فيه هذا الكردي، وفي الحقيقة طُلب مني كثيراً أن أرد، وقلت: "البعوضة لا تضرب بالصاروخ"، ولشيخنا الألباني -رحمه الله- فقه في الرد, وينبغي أن نترسم فقهه, وينبغي أن نثبت على ما منحنا الله تعالى إيّاه من علم وحب للطلب وحرص على خدمة العلم وتراث علمائنا الأجلاء رحمهم الله تعالى، فكان رده إما بمقدمات الكتب أو في الحواشي أو في التخريجات أو مناسبة تأتي, وهذا الذي فعلته, فقد رددتُ على نكرةٍ, لا يعرفه أحد, لا من طلبة العلم ولا من غيرهم.
رددت عليه في بعض هوامش كتبي، والآن هناك كتاب يطبع قريباً, وسيوزع منه –إن شاء الله– كمية كبيرة, بعنوان "جهود الشيخ الألباني في نشر معتقد السلف", كان نصيب – الكردي هذا- من الرد أربعة أسطر في هامش من هوامش هذا الكتاب, وأرجو الله أن يعمَّر أوقاتنا في الخيرات, وأن نعمل على رفع مستوى إخواننا في العلم.
عقدة هذا الرجل -ولكل مسألة عقدة، والعقدة إذا علمت حُلت إشكالات كبيرة وكثيرة جداً- أنه تزوج -بشفاعة مني ومساعدة من بعض إخواننا بتزكيتي, والرجل رأيت فيه إقبالاً على حب الطلب، ولا سيما أنه يتعلق بالشيخ مقبل رحمه الله تعالى- .
ثم جاء والده بعد الزواج, وجلست وإياه –مع ولده الشقي ثلاثتنا ورابعنا ربنا جلَّ في علاه- فأخبرني وقال: إن ولدي كان في الجبال, وكان يحمل السلاح مع جماعة أنصار الإسلام وكان وكان –هكذا قال- والآن استقام لمّا جاء عندكم فاحرص عليه, يوصيني وصية الوالد بولده, ويشهد الله تعالى أني حفظت هذه الوصية وأني صبرت علية صبراً لعل الجبال تعجز عنه, إذ كان في فترةٍ من الفترات يدخل بيتي، أعني مكتبتي, ويأكل طعامي ويقول عني، أنه يهجرني في الله فلا يكلمني ولا يلقي عليَّ السلام, وكان بعض الأخوة يتفلت ليضربه أو ما شابه, وأنا أصبرهم وأقول: نفحص صبرنا! وكنت أقصد من ذلك تربيته وتربية من يشهد هذه المواقف.
وحصل بعد هذه الحادثة التي ذكر فيها أبوه ما ذكر أن جاءت قواتٌ من الأمن شديدة وكثيرة, وطوّقت المنطقة التي هو يسكنها, وصعدت الأسطحة, وجاؤا ببعض الأسلحة معهم باصات رجال الأمن, وأخذوه -وكان حديث عهد بزواج- وكسروا عليه الباب، وأخرجوه مجروراً من لحيته عارياً, وشتموه وضربوه كثيراً, فهو قام في قلبه -وذكر هذا في كتابه, حسب ما ذكر لي ذلك بعض من قرأ كتابه- أنني أخبرُ عن الأخوة الصادقين والسلفيين رجال الأمن والمباحث إلى آخره، ذكر هذا من باب القدح بي.
فخرج وجاء وهو يعتقد اعتقاداً جازماً هذا الأمر. فأصبح كل كلام يسمعه يقلبه, وكل كلام يقال ويذكر له عني لا يظن فيه إلا السوء.
وأنا دائماً أضرب مثلاً ذكره الشاطبي قبلي في كتابه "الموافقات" عند نزول قوله سبحانه : "من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً" مسّت نفس أبي طلحة الأنصاري فخرج عن أغلى ما يملك (بيرُحاء) كما في "صحيح الإمام البخاري", ومسَّت هذا الآية بحروفها وكلماتها نفس يهود, فقالوا: "إن الله فقير ونحن أغنياء".فالطيب يحمل الكلام على محمل طيب. والخبيث يحمل الكلام والأمر على قبح.
نسأل الله سبحانه وتعالى العفو والعافية، أما خبث الرجل ودجله وتكذيبه ولعبه في الكلام فكثير، فيزعم أني أطعن بالنبي (2) ولا أظن أنّ عاقلاً يصدق ذلك.
ويزعم أنني أطعن بالشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- وأنا دائماً أقول عنه علاّمة الزمان وفقيه الأوان الشيخ ابن عثيمين.
ذلك أني ذكرت أن بعض الطلبة يقرأ الآن أكثر مما يقرأ الشيخ ابن عثيمين -في ذلك الوقت- وقلت: ولعلَّ بعض مكتباتهم أكبر من مكتبة الشيخ ابن عثيمين (3), قلت: ولكن لو فُحص دم الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله تعالى-, لوجد في دمه الفقه يجري فيه، كان هذا الحديث – بارك الله فيكم– عن ضرورة التأصيل والبدء بالكليات وعدم الانشغال بتتبع الفروع والجزئيات والبحث عن المسائل الغريبة, وهذا شأن من يحب التعالم ويحب اختبار العباد وامتحانهم, وهذا مآل الصِّغار من أهل الصَّغار كما لا يخفى على طلبة العلم!
أما مسألة العينين لله تعالى, فقد جرى كلام بيني وبينه في مكتبتي وهو يذكر أشياء لابن عبد البر وأنا أقول: دعك من هذا ولا تتكلم فيه.
العقيدة كيف تؤخذ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (11/490) : "يأخذ المسلمون جميع دينهم من الاعتقادات والعبادات وغير ذلك من كتاب الله وسنة رسوله وما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها، وليس ذلك مخالفا للعقل الصريح، فإنّ ما خالف العقل الصريح فهو باطل، وليس في الكتاب والسنة والإجماع باطل، ولكن فيه ألفاظ قد لا يفهمها بعض الناس أو يفهمون منها معنى باطلاً فالآفة منهم لا من الكتاب والسنة".
شيخ الإسلام ينقل إجماع السلف في إثبات العينين لله تعالى، وأنا أنازع في الاستدلال في إثبات العينين بحديث فيه ذكر الدجال: "إن ربكم ليس بأعور ٍ"، إذ لا يجوز كما قال ابن عبد البر بالإجماع قياس الخالق على المخلوق, والعور: هو العيب , وفي "صحيح مسلم" : "أعور اليمنى" ., وفي "صحيح مسلم" أيضاً: "أعور اليسرى" فالعور: (مطلق العيب), ولا يلزم من العور عدد الأعين، ثم في كتاب ربنا (الأعين), ولم يثبت في كتاب ربنا (العينين). ولا أعرف حديثاً فيه منطوق صريح في إثبات العينين, إلا رواية فيها رجل متروك (4).
نعم، إجماع السلف الذي نقله شيخ الإسلام يكفينا, ولكن ذكرت في مناسبات عديدة لكثير من الطلبة أن شيخ الإسلام لمّا ينقل إجماع السلف على إثبات العينين, ونحن نبحث في كتب أهل العلم المسندة ولا نجدُ نصاً ولا نجدُ أثراً, لا عن صحابي ولا دونه, وأنا على يقين وما زلت أقول أننا لو كثفنا البحث ونظرنا في المخطوطات, وعملنا عملاً جارياً قوياً في إحياء تراث الأمة، لوجدنا فيها ما يثبت العينين لله تعالى, ولكن إن وجدنا أو لم نجد, فأنا أُثبت العينين لله عز وجل بإجماع السلف الذي نقُله شيخ الإسلام, وقد نقلت لكم أنه ذكر أن العقيدة تؤخذ من الكتاب والسنة وإجماع السلف، ويكفيني هذا في هذا الباب، فكان هذا (الكردي) يشوش ويقول حديث كذا...فأقول دعك من هذا، -في التوجيه- فالكلام في مجلس المذاكرة لا في مجالس التدريس والتعليم والوعظ كان على توجيه الأحاديث، وليس الكلام في صحة المنازعة في إثبات صفة العينين لله تعالى، فمعتقد العبد الضعيف أنني أثبت العينين لله تعالى، وأخطئ من ينفي ذلك، مع أنّ أبا عمرو الداني -رحمه الله وهو من هو، وهو ممن كتب في معتقد السلف، ونقل شيئاً من معتقده شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم- لمّا ذكر صفة العين ذكر الأعين كما في كتاب الله عز وجل ذكر ذلك في كتابه في "الرسالة الوافية" (5).
ومع هذا فانا أقول: إن معتقد السلف يكفينا في ذلك، وأننا لو بحثنا في المخطوط ونحن لم نظفر بشيء من المطبوع، الغالب على ظني أننا نجد بعض الآثار.
والخلاصة أنّ صفة العينين ثابتة كما ذكر شيخ الإسلام بإجماع السلف، وهذا الذي اعتقده، وأنازع باستدلال بعض أهل العلم -وهم كثر- بحديث "إنّ ربكم ليس بأعور" على إثبات صفة العينين، وكان النقاش في هذا الباب، والمعلوم أنّ الشيخ الألباني -رحمه الله- وغيره من أهل العلم ينفون حديث الصورة: "إن الله خلق آدم على صورة الرحمن"، والكردي وغيره يقولون بسبب ذلك عن شيخنا الألباني: فيه تجهم (6)، مع أنّ الشيخ -رحمه الله- يثبت صفة الصورة بحديث آخر: "يأتيهم ربهم بصورة لا يعرفونها " (7) إلى آخره، فإذا أنا أثبت الصفة بالنص والدليل، ونازعت في وجهة دلالة دليل آخر، فلا يقال في هذا إلا صواب وخطأ، ولا يقال ضلال، ولا يطعن في المعتقد، ولذا هو لمّا يقول عن الشيخ فيه تجهم –هذا الذي يتكلم عليّ– هو أيضاً يتكلم عن الشيخ في الباب نفسه، الخطأ هو هو، وسبب تخطئته عدم الإدراك وقلة الفهم، ونفسه متوثبة، وغير هادئة، وما شابه.
فالصفة ثابتة بإجماع السلف لا تحتاج للكلام في هذا، فهو فهم شيئاً وترك أشياء، وهذا مأخذ معلوم لأهل البدع ، "يذكرون مالهم دون ما عليهم"، أسند ذلك الدارقطني في أوائل "سننه" عن وكيع، ويتفرع على هذا المأخذ الكلي البدعي عنده طعني في الشيخ العلامة ابن عثيمين –رحمه الله- وتقدم –ولله الحمد- بيان ذلك.
ا
رد الشيخ: مشهور
الحمد لله نحمده وستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله
أما بعد:
أنا في نفسي وفي مقامي أدنى من أن أبتلى مثل هذا البلاء , وقد سئل الإمام الشافعي رحمه الله -: أيهما أفضل للرجل أن يُمكّن أم أن يبتلى , فقال: سبحان الله وهل يمكن العبد حتى يبتلى.
وسنة الله جارية في أنبيائه وأوليائه وعلماء الدين أنهم يبتلون بالسفهاء تارة وبالحسّاد تارة أخرى، وبقليلي الإدراك والفهم وقليلي العلم وقليلي الورع والتقوى تارة أخرى.
ولذا قال سفيان بن عينية : إذا رأيتم الناس قد أجمعوا على مدح رجل فاتهموه، وإذا رأيتم الناس قد أجمعوا على قدح رجل فاتهموه, فإنّ المؤمن بين مادح وقادح.
الشيء الذي ابتلينا فيه هذا الكردي، وفي الحقيقة طُلب مني كثيراً أن أرد، وقلت: "البعوضة لا تضرب بالصاروخ"، ولشيخنا الألباني -رحمه الله- فقه في الرد, وينبغي أن نترسم فقهه, وينبغي أن نثبت على ما منحنا الله تعالى إيّاه من علم وحب للطلب وحرص على خدمة العلم وتراث علمائنا الأجلاء رحمهم الله تعالى، فكان رده إما بمقدمات الكتب أو في الحواشي أو في التخريجات أو مناسبة تأتي, وهذا الذي فعلته, فقد رددتُ على نكرةٍ, لا يعرفه أحد, لا من طلبة العلم ولا من غيرهم.
رددت عليه في بعض هوامش كتبي، والآن هناك كتاب يطبع قريباً, وسيوزع منه –إن شاء الله– كمية كبيرة, بعنوان "جهود الشيخ الألباني في نشر معتقد السلف", كان نصيب – الكردي هذا- من الرد أربعة أسطر في هامش من هوامش هذا الكتاب, وأرجو الله أن يعمَّر أوقاتنا في الخيرات, وأن نعمل على رفع مستوى إخواننا في العلم.
عقدة هذا الرجل -ولكل مسألة عقدة، والعقدة إذا علمت حُلت إشكالات كبيرة وكثيرة جداً- أنه تزوج -بشفاعة مني ومساعدة من بعض إخواننا بتزكيتي, والرجل رأيت فيه إقبالاً على حب الطلب، ولا سيما أنه يتعلق بالشيخ مقبل رحمه الله تعالى- .
ثم جاء والده بعد الزواج, وجلست وإياه –مع ولده الشقي ثلاثتنا ورابعنا ربنا جلَّ في علاه- فأخبرني وقال: إن ولدي كان في الجبال, وكان يحمل السلاح مع جماعة أنصار الإسلام وكان وكان –هكذا قال- والآن استقام لمّا جاء عندكم فاحرص عليه, يوصيني وصية الوالد بولده, ويشهد الله تعالى أني حفظت هذه الوصية وأني صبرت علية صبراً لعل الجبال تعجز عنه, إذ كان في فترةٍ من الفترات يدخل بيتي، أعني مكتبتي, ويأكل طعامي ويقول عني، أنه يهجرني في الله فلا يكلمني ولا يلقي عليَّ السلام, وكان بعض الأخوة يتفلت ليضربه أو ما شابه, وأنا أصبرهم وأقول: نفحص صبرنا! وكنت أقصد من ذلك تربيته وتربية من يشهد هذه المواقف.
وحصل بعد هذه الحادثة التي ذكر فيها أبوه ما ذكر أن جاءت قواتٌ من الأمن شديدة وكثيرة, وطوّقت المنطقة التي هو يسكنها, وصعدت الأسطحة, وجاؤا ببعض الأسلحة معهم باصات رجال الأمن, وأخذوه -وكان حديث عهد بزواج- وكسروا عليه الباب، وأخرجوه مجروراً من لحيته عارياً, وشتموه وضربوه كثيراً, فهو قام في قلبه -وذكر هذا في كتابه, حسب ما ذكر لي ذلك بعض من قرأ كتابه- أنني أخبرُ عن الأخوة الصادقين والسلفيين رجال الأمن والمباحث إلى آخره، ذكر هذا من باب القدح بي.
فخرج وجاء وهو يعتقد اعتقاداً جازماً هذا الأمر. فأصبح كل كلام يسمعه يقلبه, وكل كلام يقال ويذكر له عني لا يظن فيه إلا السوء.
وأنا دائماً أضرب مثلاً ذكره الشاطبي قبلي في كتابه "الموافقات" عند نزول قوله سبحانه : "من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً" مسّت نفس أبي طلحة الأنصاري فخرج عن أغلى ما يملك (بيرُحاء) كما في "صحيح الإمام البخاري", ومسَّت هذا الآية بحروفها وكلماتها نفس يهود, فقالوا: "إن الله فقير ونحن أغنياء".فالطيب يحمل الكلام على محمل طيب. والخبيث يحمل الكلام والأمر على قبح.
نسأل الله سبحانه وتعالى العفو والعافية، أما خبث الرجل ودجله وتكذيبه ولعبه في الكلام فكثير، فيزعم أني أطعن بالنبي (2) ولا أظن أنّ عاقلاً يصدق ذلك.
ويزعم أنني أطعن بالشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- وأنا دائماً أقول عنه علاّمة الزمان وفقيه الأوان الشيخ ابن عثيمين.
ذلك أني ذكرت أن بعض الطلبة يقرأ الآن أكثر مما يقرأ الشيخ ابن عثيمين -في ذلك الوقت- وقلت: ولعلَّ بعض مكتباتهم أكبر من مكتبة الشيخ ابن عثيمين (3), قلت: ولكن لو فُحص دم الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله تعالى-, لوجد في دمه الفقه يجري فيه، كان هذا الحديث – بارك الله فيكم– عن ضرورة التأصيل والبدء بالكليات وعدم الانشغال بتتبع الفروع والجزئيات والبحث عن المسائل الغريبة, وهذا شأن من يحب التعالم ويحب اختبار العباد وامتحانهم, وهذا مآل الصِّغار من أهل الصَّغار كما لا يخفى على طلبة العلم!
أما مسألة العينين لله تعالى, فقد جرى كلام بيني وبينه في مكتبتي وهو يذكر أشياء لابن عبد البر وأنا أقول: دعك من هذا ولا تتكلم فيه.
العقيدة كيف تؤخذ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (11/490) : "يأخذ المسلمون جميع دينهم من الاعتقادات والعبادات وغير ذلك من كتاب الله وسنة رسوله وما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها، وليس ذلك مخالفا للعقل الصريح، فإنّ ما خالف العقل الصريح فهو باطل، وليس في الكتاب والسنة والإجماع باطل، ولكن فيه ألفاظ قد لا يفهمها بعض الناس أو يفهمون منها معنى باطلاً فالآفة منهم لا من الكتاب والسنة".
شيخ الإسلام ينقل إجماع السلف في إثبات العينين لله تعالى، وأنا أنازع في الاستدلال في إثبات العينين بحديث فيه ذكر الدجال: "إن ربكم ليس بأعور ٍ"، إذ لا يجوز كما قال ابن عبد البر بالإجماع قياس الخالق على المخلوق, والعور: هو العيب , وفي "صحيح مسلم" : "أعور اليمنى" ., وفي "صحيح مسلم" أيضاً: "أعور اليسرى" فالعور: (مطلق العيب), ولا يلزم من العور عدد الأعين، ثم في كتاب ربنا (الأعين), ولم يثبت في كتاب ربنا (العينين). ولا أعرف حديثاً فيه منطوق صريح في إثبات العينين, إلا رواية فيها رجل متروك (4).
نعم، إجماع السلف الذي نقله شيخ الإسلام يكفينا, ولكن ذكرت في مناسبات عديدة لكثير من الطلبة أن شيخ الإسلام لمّا ينقل إجماع السلف على إثبات العينين, ونحن نبحث في كتب أهل العلم المسندة ولا نجدُ نصاً ولا نجدُ أثراً, لا عن صحابي ولا دونه, وأنا على يقين وما زلت أقول أننا لو كثفنا البحث ونظرنا في المخطوطات, وعملنا عملاً جارياً قوياً في إحياء تراث الأمة، لوجدنا فيها ما يثبت العينين لله تعالى, ولكن إن وجدنا أو لم نجد, فأنا أُثبت العينين لله عز وجل بإجماع السلف الذي نقُله شيخ الإسلام, وقد نقلت لكم أنه ذكر أن العقيدة تؤخذ من الكتاب والسنة وإجماع السلف، ويكفيني هذا في هذا الباب، فكان هذا (الكردي) يشوش ويقول حديث كذا...فأقول دعك من هذا، -في التوجيه- فالكلام في مجلس المذاكرة لا في مجالس التدريس والتعليم والوعظ كان على توجيه الأحاديث، وليس الكلام في صحة المنازعة في إثبات صفة العينين لله تعالى، فمعتقد العبد الضعيف أنني أثبت العينين لله تعالى، وأخطئ من ينفي ذلك، مع أنّ أبا عمرو الداني -رحمه الله وهو من هو، وهو ممن كتب في معتقد السلف، ونقل شيئاً من معتقده شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم- لمّا ذكر صفة العين ذكر الأعين كما في كتاب الله عز وجل ذكر ذلك في كتابه في "الرسالة الوافية" (5).
ومع هذا فانا أقول: إن معتقد السلف يكفينا في ذلك، وأننا لو بحثنا في المخطوط ونحن لم نظفر بشيء من المطبوع، الغالب على ظني أننا نجد بعض الآثار.
والخلاصة أنّ صفة العينين ثابتة كما ذكر شيخ الإسلام بإجماع السلف، وهذا الذي اعتقده، وأنازع باستدلال بعض أهل العلم -وهم كثر- بحديث "إنّ ربكم ليس بأعور" على إثبات صفة العينين، وكان النقاش في هذا الباب، والمعلوم أنّ الشيخ الألباني -رحمه الله- وغيره من أهل العلم ينفون حديث الصورة: "إن الله خلق آدم على صورة الرحمن"، والكردي وغيره يقولون بسبب ذلك عن شيخنا الألباني: فيه تجهم (6)، مع أنّ الشيخ -رحمه الله- يثبت صفة الصورة بحديث آخر: "يأتيهم ربهم بصورة لا يعرفونها " (7) إلى آخره، فإذا أنا أثبت الصفة بالنص والدليل، ونازعت في وجهة دلالة دليل آخر، فلا يقال في هذا إلا صواب وخطأ، ولا يقال ضلال، ولا يطعن في المعتقد، ولذا هو لمّا يقول عن الشيخ فيه تجهم –هذا الذي يتكلم عليّ– هو أيضاً يتكلم عن الشيخ في الباب نفسه، الخطأ هو هو، وسبب تخطئته عدم الإدراك وقلة الفهم، ونفسه متوثبة، وغير هادئة، وما شابه.
فالصفة ثابتة بإجماع السلف لا تحتاج للكلام في هذا، فهو فهم شيئاً وترك أشياء، وهذا مأخذ معلوم لأهل البدع ، "يذكرون مالهم دون ما عليهم"، أسند ذلك الدارقطني في أوائل "سننه" عن وكيع، ويتفرع على هذا المأخذ الكلي البدعي عنده طعني في الشيخ العلامة ابن عثيمين –رحمه الله- وتقدم –ولله الحمد- بيان ذلك.
مواضيع مماثلة
» السؤال: سمعنا أنه يحرم تعليم أطفال المسلمين في مدارس الكفار ، أتكلم عن الأطفال الذين يعيشون في أوروبا وأمريكا (دار الكفر) للمعلومية يوجد مدارس للمسلمين ولكن جميعها خاصة وأقساطها غالية جداً ، فما هو الحل بالنسبة للشخص الذي لا يستطيع أن يدفع أقساطاً لولده ف
» على صديق لها ، ولكنه تركها وتزوج ، ولها صديق آخر متزوج كانت تشكي له همومها ، فتعلقت به ولا تستطيع الابتعاد عنه ، وقد وعدها بأن يطلق زوجته ويتزوجها ، ولكن أمه ترفض طلاق زوجته والزواج منها ، وهي الآن تخرج معه .
» ما هو حكم العمليات الفدائية و ملخص قولكم فيها ؟ السؤال موجه لفضيلة الشيخ مشهور
» إذا أقام المسلمون في بلاد الكفار أيعد ذلك معصية؟ حتى للمسلمين الذين لا خيار أمامهم إلا العيش في تلك البلاد؟ أنا ولدت مسلمة في بلد غير إسلامية. لقد نشأت في أمريكا وتزوجت من مسلم وأعيش الآن في استراليا. وأنا أشكر الله سبحانه وتعالى الذي أرشدني إلى الطريق ال
» السؤال : اعتدت أن أذهب الى الكنيسة برفقة والديَّ ، ولكن لم أعد أذهب إليها مطلقاً ، الأمر الذي جعلهما غاضبيْن مني ، فما رأيكم : هل أذهب معهما لإرضائهما فقط ؟ لا سيما أن والدتي مريضة في هذه الأيام .
» على صديق لها ، ولكنه تركها وتزوج ، ولها صديق آخر متزوج كانت تشكي له همومها ، فتعلقت به ولا تستطيع الابتعاد عنه ، وقد وعدها بأن يطلق زوجته ويتزوجها ، ولكن أمه ترفض طلاق زوجته والزواج منها ، وهي الآن تخرج معه .
» ما هو حكم العمليات الفدائية و ملخص قولكم فيها ؟ السؤال موجه لفضيلة الشيخ مشهور
» إذا أقام المسلمون في بلاد الكفار أيعد ذلك معصية؟ حتى للمسلمين الذين لا خيار أمامهم إلا العيش في تلك البلاد؟ أنا ولدت مسلمة في بلد غير إسلامية. لقد نشأت في أمريكا وتزوجت من مسلم وأعيش الآن في استراليا. وأنا أشكر الله سبحانه وتعالى الذي أرشدني إلى الطريق ال
» السؤال : اعتدت أن أذهب الى الكنيسة برفقة والديَّ ، ولكن لم أعد أذهب إليها مطلقاً ، الأمر الذي جعلهما غاضبيْن مني ، فما رأيكم : هل أذهب معهما لإرضائهما فقط ؟ لا سيما أن والدتي مريضة في هذه الأيام .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى