هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواهب الربانية من الآيات القرآنية {من 1 إلى 4 صفحات}

اذهب الى الأسفل

المواهب الربانية من الآيات القرآنية {من  1 إلى 4 صفحات} Empty المواهب الربانية من الآيات القرآنية {من 1 إلى 4 صفحات}

مُساهمة من طرف المدير الثلاثاء مارس 20, 2012 6:43 pm

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وآله وصحبه.

هذه فوائد فتح اللهُ عليّ بها في هذا الشهر المبارك، نسأله المزيد من كرمه آمين:

] قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾[الصافات:153] لما كان قوله: ﴿أَسْلَمَا﴾ توطيناً لنفسه على أمر الله، وعزماً مقروناً بالإخلاص والامتثال، والعزم ربما تخلّف عنه الفعلُ؛ ذكر الفعل بقوله: ﴿وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ فاجتمع العزم والفعل، ولكن تخلف أثر الفعل - وهو وقوع الذبح - فذكر تعالى أنه أبدله بذِبحٍ عظيمٍ فداء له.

قوله تعالى: ﴿فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾[البقرة: 184] يدل على أن المعتبر مجرد العدة لا مقدارها في الطول والقصر، والحر والبرد، ولا وجوب الفور وعدمه، ولا ترتيب ولا تفريق، ويقرر هذا قوله: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾[البقرة: 185].

قوله تعالى: ﴿أَوْ عَلَى سَفَرٍ﴾[البقرة: 184] أعم من قوله: "في سفر" ليدخل فيه من أقام في بلد أو برية ولم يقطع سفره، بل هو على سفر؛ وإن لم يكن في سفر.

قوله تعالى: ﴿يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ...﴾الآيات[المعارج:11] فيه أن غير المجرم لا يود ذلك؛ لأنه قد افتدى في الدنيا من عذاب يومئذٍ بالتقوى والإيمان، وإنما هو في هذا اليوم لا يحزنه الفزع الأكبر، ويؤمل اجتماعه بمن صلح من آبائه وأبنائه وأحبابه في جنات النعيم.

قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾[المعارج: 32] أي يكونون لذلك رعاة متعاهدين، مجتهدين في كل سبب تقوم به الأمانات والعهود، وتكمل وتتم، مبعدين عن كل سبب يناقض ذلك، وكذلك قوله: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ﴾[المعارج: 33].

] قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ﴾[المدثر: 1، 2] نبّه الله تعالى فيها على حال رسوله وكماله، وإتمام نعمة الله عليه، وكم بين ابتداء أمره وانزعاجه من الوحي، وتدثره من شدة ما لقي، وبين آخر أمره حين أتم اللهُ أمورَه كلها؛ ولهذا أمره بتكميل نفسه وتكميل غيره، وأرشده إلى ما ينال به ذلك: وهو القيام التام على وجه النشاط والتعظيم لربه، وتكبيره في باطنه، وتطهير أعماله وثيابه الظاهرة، وترك كل شر ودنس، واستعمال روح الأعمال، وهو الإخلاص في كل شيء، حتى في العطاء؛ فلهذا قال: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾[المدثر: 6] ثم أرشده إلى ما يعينه على كل الأمور، وهو الصبر لوجه الله، فقال: ﴿وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾[المدثر: 7] ثم تكفل له بحفظه من الأعداء، وحفظ ما جاء به بتوعدهم بالعذاب، خصوصاً لأكبرهم عناداً وأعظمهم عداوة، وهذا تمام النعمة.

قوله تعالى: ﴿وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ...﴾الآيات[البقرة: 228] وكذلك قوله: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا...﴾الآية[البقرة: 234] التربص المذكور هو: الانتظار والمكث في العدة، فما الفائدة في قوله: ﴿بِأَنْفُسِهِنَّ﴾ مع أنه يغني قوله: "يتربصن ثلاثة قروء" و"يتربصن أربعة أشهر وعشراً"؟ فاعلم أن في قوله: ﴿بِأَنْفُسِهِنَّ﴾فائدة جليلة وهي: أن هذه المدة المحدودة للتربص مقصودة لمراعاة حق الزوج والولد، ومع القصد لبراءة الرحم، فلا بد من أن تكون في هذه المدة منقطعة النظر عن الرجال، محتسبة على زوجها الأول، لا تُخطب ولا تَتجمل للخُطاب، ولا تعمل الأسباب في الاتصال بغير زوجها، ويدل على هذا المعنى قوله: ﴿فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾[البقرة: 234] أي من التجمل والتبهي، ولكن بالمعروف على غير وجه التبرج المحظور، ويدل على هذا قوله في الآية الأخرى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ﴾[البقرة:240] فلم يأمر هذه المرة أن يتربصن بأنفسهن، بل جعلها وصية تتمتع بها المرأة سنة بعد موت زوجها جبراً لخاطرها؛ ولهذا رفع الحرج عنها بالخروج، وأنها بعد الخروج لها التجمل المعروف، وقبل ذلك، كما جبر الورثة قبلها لأجل زوجها، فعليها العدل وترك التجمل، وهذا يبين أن الآية الأولى ليست بناسخة لهذه الآية، بل تلك عدة لازمة، وهذه وصية تمتيع غير متحتمة، والله أعلم.

الإيمان والاحتساب يخفف المصائب، ويحمل على الصبر؛ دليله قوله تعالى: ﴿إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ﴾[النساء: 104] أي: فليكن صبركم أعظم ومصيبتكم أخف، كما أن عدم الإيمان يصعب المصيبة ويحمل على الجزع؛ دليله قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ﴾[آل عمران:156] ومما يدل على الأمرين قولُه تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ...﴾الآيات[الحديد: 22، 23]، وقولُه تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾[التغابن: 11] وغير ذلك من الآيات.

شرع الله الدين والعبادات والأوامرَ والنواهي لإقامة ذِكره، ولهذا يذكر أن العبادات ناشئة عن ذكره، كما قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾[الأعلى: 14، 15] فجعل الصلاة ناشئة عن الذكر ومسَبَّبة عنه، كما جعل الصلاة لإقامة ذكره، فقال: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾[طه: 14]، وقال في ترك الذنوب والاستغفار منها: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ﴾[آل عمران: 135] فجعل الاستغفار ناشئاً عن الذكر؛ فدل ذلك على أن الذكر لله هو الأصل الجامع الذي يتصف به المؤمن الكامل؛ فيصير الذكر صفة لقلبه، فيفعل لذلك المأمورات ويترك المنهيات؛ ناشئاً عن تعظيم الله تعالى وذكره، وهو دليل على ذلك وهو أعظم المقصودات في العبادات.

قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: 45]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾[هود: 114، وقال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ...﴾الآيات[آل عمران: 190،191] فكل من كان في عبادة فهو في ذكر الله، ومن ترك منهياً لله فهو في ذكر الله، وهذا هو المعنى الذي خلق اللهُ لأجله([وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط])، وشرع الشرائع لأجله، وجعل النعم الظاهرة والباطنة مقصودة لأجله، ومعينة عليه، فنسأله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، ويجعلنا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات، آمين.



ـ فصل ـ
الراسخ في العلم الذي مدحه الله هو: المتمكن في العلم النافع، المزكي للقلوب؛ ولهذا وصف الله الراسخين في العلم بأنهم يؤمنون بمحكم الآيات ومتشابهها، ويردّون المتشابه المحتمل للمحكم الصريح، فيؤمنون بهما جميعاً، وينزلون النصوص الشرعية منازلها، ويعلمون أنها كلها من عند الله، وأنها كلها حق، وإذا ورد عليهم منها ما ظاهره التعارض اتهموا أفهامهم، وعلموا أنها حق لا يتناقض؛ لأنه كله من عند الله، ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً، وهم دائماً يتضرعون إلى ربهم في صلاح قلوبهم، واستقامتها وعدم زيغها، ويعرفون نعمة الله عليهم بعظيم هدايته، وتمام البصيرة التي مَنَّ الله بها عليهم.

ومن صفاتهم التي وصفهم الله بها: أنهم يدورون مع الحق أينما كان، ويطلبون الحقائق حيثما كانت، ولهذا وصف الله الراسخين من أهل الكتاب بأنهم يؤمنون بما أنزل الله على جميع أنبيائه، ولا يحملهم الهوى على تكذيب بعض الأنبياء وبعض الحق، فقال تعالى: ﴿لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ...﴾الآية[النساء: 162].

توطين النفس على عدم الانقياد للحق لا ينفع معه تذكير ولا وعظ، قال تعالى: ﴿نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا﴾[الإسراء: 47]؛ ولهذا يذكر الله هذا المعنى في سياق الإخبار عن عدم إيمان الكفار وانقيادهم، وإذا وصل الإنسان إلى هذه الحالة فكما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾[يونس: 96، 97]، ويذكر تعالى أن الذي ينتفع بالتذكير هو الذي يطلب الحق والإنصاف، فهذا إذا تبين له الحق انقاد له، والله أعلم.
لما قُتِل من قُتِل من الصحابة شهداء في سبيل الله؛ أنزل الله على المسلمين: بلغوا إخواننا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه، فتلوها مدة فأنزل الله بدلها: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾[آل عمران: 169 - 171] وفي هذا حكمة ظاهرة، فإنه مناسب غاية المناسبة أن يخبر الله







[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]([1]) كذا في الأصل، ولعلها: خلق الله الخلق لأجله.
avatar
المدير
Admin
Admin

عدد المساهمات : 1934
نقاط : 16508
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 21/01/2011
العمر : 52

خاص للزوار
تردد1:
المواهب الربانية من الآيات القرآنية {من  1 إلى 4 صفحات} Left_bar_bleue100/0المواهب الربانية من الآيات القرآنية {من  1 إلى 4 صفحات} Empty_bar_bleue  (100/0)
أسألة الزوار:
المواهب الربانية من الآيات القرآنية {من  1 إلى 4 صفحات} Left_bar_bleue75/0المواهب الربانية من الآيات القرآنية {من  1 إلى 4 صفحات} Empty_bar_bleue  (75/0)
ddddddkkkkkkk:

https://alhorani.ahladalil.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى